الأخت هيلانة . نعمة وسلام من ربنا يسوع المسيح له المجد .
قرأت مقالك عن يونان النبي وتأملته وأنا أشكرك على اهتمامك .
توقفت عند السبب الذي ذكرته في المقال الذي من أجله قرر يونان أن يهرب من وجه الله إلى ترشيش لكي لا يذهب إلى نينوى إذ قلتِ : أبت عليه روحه الوطنية أن يبشر بالخلاص أمة وثنية .
ولي في هذا الرد ملاحظتين .
الأولى : إن أول من بشر بالخلاص هو يوحنا المعمدان الذي جاء ملاكاً لهيئ الطريق أمام المسيح لذا فإنه قبل أن يبدأ المسيح بشارته الخلاصية ابتدأ يوحنا ينادي ويقول : توبوا فقد اقترب ملكوت السموات ( مت3: 1-2 ) ، ثم حينما ابتدأ المسيح كرازته ابتدأ أيضاً بالقول : توبوا فقد اقترب منكم ملكوت السموات ( مت4: 17 ) . أما عن أن يونان بشر بالخلاص لأهل نينوى فهذا لم يحدث لأن الخلاص تمّ بشخص المسيح فقط ذلك لأن الخلاص يعني استحقاق العودة إلى فردوس الله ووراثة ملكوته الأبدي وهذا ما كان ليتمّ لولا دم المسيح له المجد ، إنما يونان نادى لأهل نينوى بالتوبة فقط .
الثانية : كانت الفكرة في الشرع اليهودي أن من يستحق نعم الله هم اليهود فقط وهذا واحد من الأسباب التي جعلت يونان يغتمّ من تكليف الله له بالذهاب إلى نينوى ليناد لهم بالتوبة وهو ما ذكرته أنتِ . لكننا يجب ألا نغفل سبباً آخر مهماً وهو الكراهية اليهودية التاريخية لكل ما هو آشوري وآرامي ذلك أن الآشوريين والآراميين كانوا على الدوام يكسرون شوكة اليهود ولا يجعلونهم يصبحون قوة ، ولذا فإن يونان اليهودي الحاقد حينما كلّفه الله بهذه المهمة وجد نفسه أنه سوف يذهب إلى أعدائه وينادي لهم بالتوبة فيرجعوا عن خطاياهم فيرضى عنهم الله ولا ينفّذ بهم حكمه الإلهي بالهلاك أو الدمار في الوقت الذي كانت ستسرّ به نفس يونان لو أن الله دمّر نينوى على رؤوس شعبها الآشوري وشكراً .
__________________
مسيحنا الله
الأب القس ميخائيل بهنان صارة
هـــــــــــــــــــــ : 711840 موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
|