عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-03-2007, 01:58 PM
الأب القس ميخائيل يعقوب الأب القس ميخائيل يعقوب غير متواجد حالياً
Ultra-User
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 304
افتراضي من معجزات القديس مار أسيا الحكيم (1)

معجزة هطول الزيت

وهي المعجزة رقم ( 1 ) في كتاب ( من معجزات القديس مار أسيا الحكيم – الجزء الثاني )



نكتب موجزاً عن هذه المعجزة لأن سردها بكاملها يطول كثيراً .
بتاريخ 22\8\1996 بعد رسامتي كاهناً لكنيسة مار أسيا الحكيم بالدرباسية بأيامٍ معدودة طلب مني شمامسة وشماسات مركز التربية الدينية القسم الثانوي أن نقوم برحلة .
استأجرنا سيارة فوكس من القامشلي يقودها المؤمن ملك برصوم بالإضافة إلى السيارة الخاصة بمدرسة الطائفة بالدرباسية وكنت أقودها بنفسي . كانت الرحلة إلى قرية تل طال الآشورية الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر الخابور ( بمقابل دير السيدة العذراء بتل الورديات إلى الجنوب الشرقي منه ) . وإذ كان السائق ملك برصوم قد عاد إلى القامشلي بعد أن أوصلنا إلى هناك فإنه تأخر في العودة إلينا مساءً .
انطلقنا من تل طال في الساعة الثامنة مساءً . سيارة الفوكس تسير أولاً ومن خلفها سيارة الكنيسة . وحينما وصل إلى منعطف حاد بشكل زاوية قائمة ولم يكن قد انتبه إليه سائق الفوكس فإنه اضطر أن يتابع سير السيارة إلى الأمام ، لكن الأمام لم يكن أرضاً سهلة بل كان منخفضاً يقل عن مستوى الطريق بحوالي ( 2م ) تقريباً . فرأيت أنا الأب القس ميخائيل يعقوب أن السيارة بدلاً من أن تتدحرج وتنقلب رأيتها تطير في الهواء وتهبط في وسط الحفرة على عجلاتها الأربعة دون أن تصاب بأي أذى وكان في السيارة ( 18 ) راكباً مع العلم أن السرعة لم تكن متجاوزة الـ 75كم أي لم تكن سرعة تسمح أن تطير السيارة وبخاصة أنها ممتلئة بالركاب .
ما أن هبطت السيارة على عجلاتها الأربعة حتى استدار السائق بسيارته وخرج من تلك الحفرة إلى الطريق وتابع سيره دون أن يتوقف فقلت للجميع ما أن نصل إلى الدرباسية سوف نذهب أولاً إلى الكنيسة ونصلي ونشكر ربنا يسوع المسيح على السلامة ، كما سنطلب من القديس مار أسيا الحكيم أن يرفع الخوف عمّن كان في السيارة بسبب ما جرى . وفور وصولنا دخلنا باحة الكنيسة وكانت منارةً ، وحينما دخلنا الكنيسة كانت صورة القديس مار أسيا الحكيم منارةً ، وكانت مؤشرات التوتر الكهربائي العالي الثلاثة مضاءة إشارة إلى وجود التيار الكهربائي بفازاته الثلاثة . طلبت من الشماس جوني قابي أن يتوجه إلى لوحة الكهرباء لينير كامل مصابيح الكنيسة وتشغيل المراوح فإن جوّ الكنيسة كان خانقاً جداً لأن في ذلك اليوم لم تنفتح أبواب الكنيسة ولا نوافذها ولا ننسى أنه كان يوماً من أيام آب اللهاب .
ناداني الشماس جوني قائلاً : يا أبونا إن المصابيح لا تنار والمراوح لا تشتغل مع أنني أرفع الأزرار وأنزلها كما أن مؤشرات التريفاز تشير إلى وجود التيار الكهرباء . فقلت له دون أن أفكر في هذه الظاهرة وذلك لحكمة إلهية تعال سوف نصلي على هذا الضوء الخافت ضوء صورة مار أسيا .
وقفت أنا الغير مستحق ولكن بالنعمة أمام الانجيل ووقف الشباب عن يساري والفتيات عن يميني . وما أن بدأت بالقول شوبححا لابا السبح للاب وقبل أن أكمل العبارة حتى أنيرت كامل مصابيح الكنيسة وعملت مراوحها دفعة واحدة دون أن يلمس أزرار الكهرباء إنسان أو يقترب منها إنسان . ومع هذه الإنارة بدأ الزيت يهطل علينا وكان بارداً جداً .
بداية ظننت أن أحداً تعمّد أن يرشَّ علينا الماء لإزالة الهبطة أو كما يقال في العامية ( مشان يشيل الهبطة ) فتراجعت بسرعة إلى الوراء خطوة وخطوتين لكنه لم يتوقف . نظرت إلى فوق فلاحظت أن ذلك الهطول كان يحصل من فوق الستار ( ستار الهيكل ) ومن صورة القديس مار أسيا الحكيم ، كما انتبهت إلى أن قسم السقف الذي كان فوق رؤوسنا قد انفتح على السماء ولم يعد يُرى .
كان لون الزيت النازل من فوق الستارة وهو في الهواء شفافاً متموجاً بالبياض المائل إلى اللون الفضي وحينما كان يستقر علينا أو على الأرض فكان لونه يصبح أصفر اللون . أما الزيت الذي كان يخرج من صورة القديس مار أسيا فقد كان لونه أسوداً لكثرة ما كان قد تراكم على الصورة من الشحار ( الشحار كلمة سريانية شٌوحُرُآ وتعني الفحم أو ما يتراكم نتيجة كثافة الدخان ) فإن الصورة إلى ذلك التاريخ لم تكن مصانة بالزجاج وكان تحتها قنديلاً زيتياً فيه شعلة كبيرة يخرج منها دخاناً وكأنه من مدخنة إلى درجة أن معظم ملامح الصورة كانت قد اختفت بسبب ذلك ، ولكن بعد تلك المعجزة تنظفت الصورة تماماً وبانت كل معالمها فقمنا بتلبسها بالزجاج لحمايتها وخاصة أنها صورة عمرها مئات السنين .
على الفور أعلنت أنها معجزة ، وما أن أعلنت أنها معجزة حتى بدأت الزغاريد تنطلق من حناجر الفتيات والنسوة اللواتي كنّ معنا مع بكاء الفرح والشكر . وكالبرق انتشر الخبر فتوافد الزوار من مناطق مختلفة من الأبرشية على الكنيسة حتى الفجر .
إن ما سقط من الزيت على الأرض تبخّر على وجه السرعة فور توقف الهطول ، أما ما سقط على المقاعد فإنه ظلّ معلّما عليها . وقد احتفظنا بصورتين للسيد المسيح له المجد تحتفظان بآثار الزيت عليها ، واحدة منها ارتسم على صدر المسيح صليباً .
هطل الزيت بغزارة شديدة أمام منبر الإنجيل في الكنيسة وكأنك دلقته دلقاً من وعاء .
كان عدد الذين عاينوا المعجزة ( 38 ) مؤمناً ومؤمنة . أربعة منهم من القامشلي والآخرون من الدرباسية ، وجميعهم قدموا شهاداتهم منطوقة لنيافة الحبر الجليل مار اسطاثيوس متى روهم مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس الذي ما أن أخبرته بنبأ المعجزة حتى جاء على وجه السرعة إلى الدرباسية وبصحبته القس يعقوب فرجو ( اليوم هو الخوري يعقوب فرجو ) والأب القس كميل أسيو وعاين واستمع على انفراد إلى كل من عاين المعجزة وطلب من كل واحد منهم أن يكتب شهادته لتحفظ في أرشيف الكنيسة .
تحليــــل .
1- بدأ التحضير إلهياً لمعجزة هطول الزيت بمعجزة إنقاذ السيارة ( الفوكس ) ومن فيها من حادث مؤلمٍ محقق لأن ذلك صار سبباً لعودة الجميع إلى الكنيسة ، فقد كانت العادة المتبعة هي حين العودة من هكذا رحلات ان الكل كان يذهب إلى بيته فوراً .
2- الإنارة الجماعية التي حصلت مع عمل المراوح دون تدخل يد الإنسان .
3- هطول زيت عجائبي كما يهطل المطر ، لكن المطر الطبيعي يهطل في الخارج وليس تحت الأسقف .
4- انفتاح سقف الكنيسة على السماء .
5- زوال الشحّار عن صورة القديس مار أسيا الحكيم .
6- تبخّر الزيت الهاطل على الأرض وترك الآثار على الملابس والجدران والكتب وصورتي السيد المسيح .
7- الرؤية الشمولية الموحدة لجميع الحضور .
8- ابتداؤها مع بداية الصلاة ( السبح للآب )
9- الكمية الأكبر هطلت أمام منبر الإنجيل .
10- فيما بعد صارت هذه المعجزة سبباً في تثبيت الكثير من المؤمنين ، كما أنها صارت سبباً لمعجزات كثيرة بعدها وخاصة معجزات الشفاء من أمراض كثيرة مختلفة ومستعصية أو عواقر لا ينجبون .
ولربنا يسوع المسيح كل المجد إلى الأبد آمين .
__________________


مسيحنا الله

الأب القس ميخائيل بهنان صارة

هـــــــــــــــــــــ : 711840
موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
رد مع اقتباس