الأستاذ وديع أشكر لك هذه اللفتة الجميلة في إتيانك بهذه القصيدة التي أعجبت بها كثيرا لكني أرى بعض التناقض فيها من حيث كون الشاعر فقير وهو هاجر بسبب فقره يبحث عن مصدر رزق تاركا زوجته ليموت في غربته وفي القصيدة بعض الأبيات التي تدل على فقره وتؤكده لكن انظر إلى هذا البيت:
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ..
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وهذا البيت من الشعر يدل على أنه كان صاحب ملك ومال ولكنه يعود في مكان آخر ليقول:
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه ..
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ ..
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
وكذلك قوله:
وَالحِرصُ في الأرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت ..
بَغِيُ أَلا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ..
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
ومن المعروف أت الكثير من تاريخ العرب وخاصة الشعر العربي مشكوك فيه حتى ذهبوا إلى القول أن الجن أنشدت شعرا عربيا. إن واقع الخرافة والأساطير في تاريخ العرب وتضخيم الخصائص التي يرونها حسنة والتعتيم بل القضاء على الخصائص السلبية والسيئة هي لسان حال العرب لذا لا أستطيع الجزم بأن القصيدة هي للشخص ذاته والذي ذكر اسمه مرافقا للقصيدة على ما قال الرواة وأكثرهم رواة غير موثوق برواياتهم وأحاديثهم.
لك خالص المحبة والتقدير وهي قصيدة قوية.