فعلا أخي فادي إن فترة التحضيرات والتزيينات التي تسبق قدوم عيدي الميلاد ورأس السنة لها جمالياتها الخاصة ونكتها العذبة ونحن نتذوقها في كل عام في مدينة كارلسروي التي تبعد عنا بحدود 17 كم حيث الزينات الجميلة والأنوار البهية المشرقة من جميع الألوان وأسواق عيد الميلاد المملوءة بكل ما تشتهي النفس وكما قلت فإن رائحة النبيذ الساخن (كلو فاين) هي أكثر ما يميّز روائح العيد العطرة وطبعا انتشار روائح الفورستات التي تشوى وغيرها من الأطعمة التي تسيل اللعاب. ومن المؤكد أننا نذهب كغيرنا للتسوق وشراء هدايا العيد لجميع الأولاد وكنا درجنا في البيت على عادة أن نكتب أوراقا باسماء جميعنا وتوضع الأوراق مقفلة داخل قبعة أو ما شابه ليسحب كل منا ورقة والورقة المسحوبة بالاسم الذي فيها يتكفل الساحب بشراء هدية او هدايا العيد له وهي فكرة رومانسية جميلة علما أنه يكون كل فرد من الأسرة سجل رغباته أو ما يسمى بالألماني فونش تسيتل (ورقة رغبته أو طلبه) أما هذه السنة فأراد الأولاد كسر التقليد المتبع لإجراء بعض التغيير على الروتين فقررنا هذا العام أن يشتري كل فرد منا هدية أو هدايا للآخرين أي للجميع ومن الملاحظ ان الأولاد ندموا على تغيير التقليد المتبع سابقا وسيعودون إليه في العام القادم إن شاء الله. ولا يجوز أن يعلم الشخص بهديته أو بمن حصل على اسمه إلاّ في الليلة المقدسة حيث تكون الهدايا قد وضعت تحت شجرة الميلاد ويصار في البدء من الكبير أو من الصغير إلخ.. فينادى لكل فرد باسمه ليتسلم هديته وحينها يعرف من الذي أهدى من طبعا بعد الغناء والصلاة.
إن هذه الأيام لها بهجة كبيرة وفرحة الأولاد بالعيد كبيرة كذلك لكنها تفتقر إلى البساطة التي كنا نعيشها في مجتمعاتنا في مناسبات الأعياد حين كان كلّ منا يحمل على كتفه كيسا أو حقيبة ويدور من بيت إلى بيت ليحصل على السكاكر المتنوعة والبيض وربما المصاري متى زار الأهل أو الأقارب والمعارف. وفي ليلة رأس السنة كنا نفرح أكثر في بلدتنا حين كنا نلبس الشيكو بيكو (قناع الوجه) ونذهب لزيارة البيوت طلبا للحصول على بعض الحلوى والهدايا الأخرى ويطلب أحيانا منا أن نغني أو نرقص أو نقوم ببعض الحركات البهلوانية والمضحكة لكي يزاد لنا العطاء. إنها كانت اياما لا تعوّض وستظلّ حلاوتها لها نكهة خاصة. ولكل شعب تقاليده أما هنا في البلاد الغربية فيحس المرء بأن الشعور العام هو السائد والفرحة تغمر الكل والحركة تدب في حياة لا توقف فيها لأسابيع قد تصل إلى 3 أو 4. شكرا لك يا فادي على موضوعك الجميل.
__________________
fouad.hanna@online.de
|