
23-10-2006, 09:17 PM
|
 |
Titanium Member
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 896
|
|
قصة واقعية من الحرب.
قصة واقعية من الحرب.
تذكرت هذه القصة المأساوية التي قصها لي والدي منذ أمد بعيد وأردت أن أتحفكم بها فقال :
في أيام الحرب العالمية الأولى . حيث إنتشرت المجاعة والتشرد للنساء والأطفال .، بعد قتل الرجال.
كنا نعيش في بلاد طور عبدين وبالضبط في (عين ورد ).
كانت عائلتنا كبيرة مكونة من تسع أشخاص . ستة من الإخوة الذكور ، وأخت واحدة مدللة جدا.
بالإضافة إلى الوالدين وكنت أنا أصغرهم أي والدي .في إحدى المرات دخل علينا طفل صغير، حوالي
السابعة من العمر. وفي يده قطعة جرة فخارية مكسورة . وفي حالة يرثى لها ذو أسمال بالية .
مرتجف من البرد ، الغصة في حلقه والدموع تكاد تخفي وجهه الشاحب . بالكاد تخرج الكلمة من شفتيه .
مد قطعته الفخارية إلى أمي قائلا : إني جائع جدا ،أريد شيئا من الطعام .فسألته : أين أهلك ياولدي ؟
أجاب : قتلوا ياخالة . وأنا تائه في الشوارع منذ أيام أتضور جوعا لاإخوة لي ولا أقارب .
أخذت والدتي تلك الجرة من يده ،وكسرتها أمام الباب وحملته إلى الداخل قائلة حسرتي عليك ياولدي)
منذ الآن وصاعدا ستكون الأخ السابع لأولادي .
ترعرع ذلك الطفل في منزل جدي وهو يلقى من الرعاية والعناية نصيبا كنصيب البقية .
(أتابع كلام والدي ) أما في الليل فقد اعتاد النوم بالقرب من صدر أمي لتحضنه وليضع يده في عبها أي
صدرها . بينما أختي الوحيدة كانت تستيقظ ليلا لتركله أحيانا ،وتنعته بألفاظ بذيئة أحيانا أخرى وتقول:
لا ندري من أي شارع قدم إلينا هذا اللطيم (اليتيم) ( كلب ابن كلب )عفوا أرجو المعذرة حتى سرق أمي
مني . وهكذا دواليك حتى دخل طور البلوغ حيث قام والدي بتزويجه إحدى فتيات القرية من عائلة
سريانية مؤمنة .ورزقه الله بستة أطفال ذكور.
بعد ذلك ببضعة أعوام توفيت والدتي ، ولحق بها والدي ثم نزحت العائلة بأكملها إلى القامشلي التي
كانت تسمى آنذاك (تحت الخط ) . أما ذلك الطفل الدخيل فقد استقر في دمخيا مع عائلته قرية قريبة من القامشلي . كنا نتزاور مرارا لزيارة القديس(مار احو) كان( عمو برصومو ) مع عائلته طيبين جدا
لقيوا منا كل المودة والإحترام . أشرفت على نهاية القصة والآن أكون أنا المتحدثة : بقيت العلاقات
جيدة بيننا حتى توفي والدي .منذ فترة سمعت أن أحد أولاد عمو برصومو تخرج طبيبا ويسكن في هولندا
وقد توفي عمنا برصومو رحمه الله منذ عدة سنوات ورحم موتاكم وموتانا جميعا . ولله البقاء .
فريدة زاديكه
|