شعرٌ أضاءَ الكونَ بالبرهانِ
وشدا على غصنٍ بكلّ زمانِ
شرح الكلامَ مفصّلا ومشرّعاً
و معمّراً من رائعاتِ مبانِ.
شعرٌ رقيقُ الحسّ فاضتْ روحه
سعياً إلى استعطافة الرحمنِ
قرئتْ له سورٌ وآياتٌ أتتْ
وحي التألّق في عزيزِ الشأنِ
لغةٌ لو انّ القلبَ أدرك سرّها
لهفا إليها بلوعةٍ و أمانِ
في البحر منها لآليءٌ منظومةٌ
في الأرض منها روعةُ الأشجانِ
حتّى السماء تفي بنذر حديثها
ألقاً توسّد لمعةَ الأجفانِ.
أيقنتُ أنّ الحبّ نصفُ عبادة
والنصفُ سلوى عند عذبٍ دانِ
ذابتْ حشاشةُ صاحبي و توجّعتْ
وسعتْ إلى إرضائه العينانِ
ومتى قرأتَ حروفه بتؤدةٍ
وشرعتَ في بحرٍ من الأوزانِ
أدركتَ أنّ العمرَ يوشكُ مارداً
يستذرفُ الأشواقَ في الأحضانِ.
الحبّ فيه مرارةٌ وتوجّعٌ
و الحبّ فيه شرارةُ البركانِ
و الحبّ فيه تجاهرٌ وتواصلٌ
و الحبّ فيه طلاقةُ الأعوانِ
أسماءُ مَنْ ذُبحوا ضحايا طيشه
بلغوا العلا في حومة الميدانِ
قسماً عرفتُ الحبّ أدركُ طعمه
من دون طعم الحبّ بتّ أعاني!
سهمان قد ضربا فؤادي دفعةً
عيناها في ألق و ما العينانِ!
سبحان مَنْ خلق الجمالَ لسحرها
بلغت من الإعجاز كلّ معانِ
إنّي أحبّ الحبّ يبعث وهجه
في كامل الأجساد والأبدانِ
فالحبّ أروع متعة ليس لها
إلاّ أريجُ العطر و الرّيحانِ
أبكي على أطلال ليلى شاكياً
عهد الصداقة رفقة الخلاّنِ
عشتُ لذاك الحبّ أرفعُ شأنه
في كلّ بادية وفي البلدانِ
الحبّ حرفا نعمة وتحاببٍ
من دونه الأيام في حرمانِ
إنّي أحبّ الحبّ أقصد داره
و أحسّ نفسي لستُ بالخجلانِ
لولا جمالُ الحبّ يملأ ناظري
لمكثتُ في قبري كما الخسرانِ
الحبّ يرفعني إلى عليائه
والحمد يا ربي بلا نقصانِ
دمتُ لوجه الحبّ أرسمُ روحه
شعراً وأرسو منه في شطآنِ
مهلا فؤاد الدهر ابسط جنحكَ
في عرضك الميمون والإعلانِ
إنّي لعشق الحبّ معتكفٌ له
متخمّرٌ و مواظبُ الأركانِ
فيه الحياةُ بدونه ليست سوى
وهم على أحلام بعض الجانِ
حبّي وحرفاه اللذان هما لي
عمراً جديداً كان بالحسبانِ
ثوبُ السّهادِ أملّ منه سواده
وأعلّل الأفكارَ بالسّلوانِ
مهلا حبيب القلب دارك واجدٌ
فهو بقلبي الخافق الريّانِ
هيّا إليّ اليوم لا تبخل على
أملٍ تراه بعزفة العيدانِ
الحبّ فيه الروح تهفو تعشقُ
ربّ الأعالي ما له من ثانِ!