أخي العزيز ألياس وكل الأعزاء الغوالي في المنتدى :
ليس من اللباقة أن أرد عليك بقصة ٍ كنت قد قرأتها منذ زمن ...لكن لحبي لكم جميعا ً بدون استثناء ولأنك أجبرتني
قصّتك المخزية ( البلا أصل هذا الشاب ) أن أرد بهذه القصة وباختصار ٍ شديد :
كان هناك طفلا ً في المدرسة الإبتدائة وله أم ٌ رؤوم وتحبه جدا ً ...لكن أمه كان وجهها مشوها ً من القسم الأيمن
ويداها أيضا ً من الحريق .
وفي يوم ٍ من الأيام طلبت المعلمة كتابة موضوعٍ عن الأم وجمالها وووو الخ .
فكان موضوع الطفل المشوهة أمّه بالكلمات التالية :
أمي أجمل أم ٍ في العالم ...أمي أجمل أم ٍ في العالم ...أمي أجمل أم ٍ في العالم 0 وفقط ...؟
وبعد أن صححت المعلمة الأوراق لفتت نظرها هذه الكلمات المترددة بين هذة الأوراق فأخذتها وسألت التلاميذ من هو كاتب هذا الموضوع والكلمات ...؟
فقام الطفل شامخا ً- رافع الرأس والجبين معا -ًقائلا ً : أنا هو يا معلمتي المحترمة ...!
فقالت له :
وهي تعرف أمّه المشوّهه من الوجه واليدين ، لماذا لم تكتب سوى هذه الكلمات وتؤكد بها بتكرارك العبارات نفسها..؟
رد الطفل قائلا ً :
إني لا ولن أرى أجمل وأعظم من أمي في العالم ...!
فقالت بدون أن تحرجه عن شكلها المشوه : وأين ترى فيها العظمة والجمال ..؟
فقال :
عندما كنت طفلا ً رضيعا ً أحترق بيتنا المتواضع وكنت نائما ً وهرعت أمي بجنون وبيدها كيسا ً مبللاً وأتت إلي بسرعة
النار في الهشيم ولفّتني وأنقذتني ليس من الموت فقط بل من أي لسعة من الحريق وهي بين ألسنة اللهب وأخرجتني
وتشوه وجهها ويديها قائلة ً أحمد الله وأشكر الرب الذي أعطاني قوة غير عادية وعقلا ً غير مشوش لأنقذك يا ولدي
...إذا ً يا معلمتي ماذا عساي ان أكتب عن أم بهذة التضحية والجمال ...؟
فقارن أنت يا أخي الياس بين القصّتين ...
أعتقد إن الكلمات عاجزة عن التعبير والبون شاسع بين القلب الغليظ المتعجرف الحقير ، والقلب الذي يعتبرأمه بعد الله .
إن كلمة أم لا ولن يصل إلى وصفها قصيدة شاعر ٍ أو قلم كاتب ووصلت ببعض الناس الى حدود التقديس.
ولكن في قصتك هناك ملاحظة أريد أن اوضحها ---بما ان الأم العوراء تكرر عليها ازدراء ابنها لها كان من الواجب
عليها - في نظري - أن تقول له الحقيقة والله يعلم أكثر منا بما في أنفسنا نفسها .
ان ابن قصتك ربما لم يقرأ الكتاب المقدس - وربما لم يريد قراءته وربما قرأه ولكن النفسية النرجسية التي كان يحملها
مداعبا ً الحياة مع ابليس منعته من حقارته وهذا وجهة نظري .
وبعدما زارها ذكرني بمثال السيد المسيح عن العذارى الجاهلات والحكيمات ---لقد فات الأوان وانطفأت الأنوار 0
شكرا ً أيها الغالي أبو فرانس ----
أخوكم وديع القس