اختاه : على ماذا اشكرك ...؟ وهل اعرفك ورأيتك ..؟ كل من يعرف الله يحب الله و يشكره ويشتاق إليه ... أن الشوق يتبع المعرفة بداهة وكما أن المحبين الطبيعيين لله يشتاق أحدهم للآخر ولرؤيته ، وإذا رآه يكون ذلك أما أن يكون بعيدا ً عنه ، وقد احتفظ في مخيلته بطيف ٍ من جماله كما هو الحال بيننا ...؟ أو هو قريب إليه ولكن لايمكن أن يرى سوى وجهه فقط دون التغلغل إلى عواطفه القلبية الخفية التي لاتتم إلا بالوصال الكامل ، وعليه يتوق الى الوصال الكامل وليبصر جماله الروحي بالبصر والبصيرة . إذا ً ما ذا نقول أو بالأحرى ماذا نستطيع أن نقول :..؟ أنا أراك وراء ضباب ٍ شفاف ..لكن أريد رؤيتك أكثر وضوحا ً و سطوعا ًما يشبه الرؤيا العيا نية الواضحة . أجل يا اختاه : ان البهجة العذبة التي يشعر بها العارفون بفيض الوحي الإلهي تدعى التعزية وهذه التعزية إذا رسخت في محب الله فيفرح و يناجي الله صارخا ً ها أنا يارب سعيد لأنني تعرفت على شخص ٍ سام ٍيشترك معي في حبك ويهتف عاليا ً هتافا ً لا شعوريا ًأشكرك يا رب لأن نعمتك تتجاوز الحدود والمسافات لأنك عرّفتني على حبّ ٍ متواضع مكلل بالوداعة واللطف بشخص اختي جورجيت...؟ نعم الشكر لا يكفي : لأنك تتسامين في معارج الروح والعروج إلى مخادع اللهيب المتألق....وها أنا مستغرق ٌ في تأملاتي مطمئنا ً بروحي الغارقة في النور الأزلي الذي أنعمه عليك ِ الله ... وبالتسامي الأبدي اللامحدود يا اختاه أخوكم وديع القس