حرامٌ أيّها الشيخُ!
أغنّي للمحبّة والسّلامِ
أغنّي للتآخي والوئامِ
أغنّي كي يعمّ الخيرُ دنياً
تردّى الوضعُ منها في الزّحامِ!
فصار الشّرُ عنوانَ الزّمانِ
وصار القتلُ عدلاً بانتقامِ!
كأنّ اللهَ أفتى باقتتالٍ
وأنّ الدينَ خصمُ الالتئامِ!
إلى أين الغباءُ يقودُ قوماً
إلى وأدِ المكارمِ وانقسامِ؟
إلى حجبِ الحقائق عن عيونٍ؟
إلى تزويرِ أصنافِ الكلامِ؟
ترى جرذانَ ليلٍ حاقدينَ
وهم يفتونَ بالقتلِ الحرامِ
يريدونَ انتزاعَ الروح عنفاً
وإزهاقاً بإجرامٍ مُرامِ
بحدِّ السّيف حيثُ الدينُ يدعو
إلى هذا بكلِّ الالتزامِ!
ولا زلنا بمفهومِ الجهادِ
نصارى الكفر, عبّادَ الظلامِ!
كما أنّ اليهودَ لهم مصيرٌ
على زعمِ الملالي والإمامِ
لنا نارٌ ستصلي كلّ نفسٍ
وهم في جنّةِ الحورِ النّعامِ!
ترى فكراً كفكر "القِردضاوي"
ودعواه التي دعوى انقسامِ
تحسّ أنّ هذا الشيخَ عبءٌ
على الإسلامِ والناسِ الكرامِ!
يقولُ حقّكم حرقٌ وأنتم
وقيدُ النارِ في يومِ القيامِ
يخالُ نفسه ربَّ العبادِ
ومسئولَ التوافقِ والخصامِ
يجيزُ ضربَ أعناقِ النصارى
كما يهوى انتقاماً بالحسامِ!
أتلقى دينهُ يدعو إليه
أمِ الدعوى اجتهادُ الانتقامِ؟
على أيّ من الأمرين فهو
وليدُ السوءِ مولودُ اللئامِ!
إذا كان الرحيمُ الربُّ يدعو
إلى قتلٍ فما ربُّ الأنامِ!
متى كنّا بنظرتك قروداً
خنازيرَ وأولادَ الغَمامِ
وأنت الصحو فانعمْ يا عزيزي
بما يأتيك من هذا الغرامِ!
ترى الإنجيلَ يدعو الناسَ دوماً
إلى روحِ المحبةِ في تسامي
ولا يدعو إلى البغضاءِ قطّ
وأنت تدعو للموتِ الزؤامِ
حرامٌ يا ابن قرد ضلّ حرفٌ
طريقاً كان خيرَ الانسجامِ!
مع ما روحك تدعو إليه
وفكرٌ مجرمٌ جمُّ السّقامِ.
لكي تحظى عمامتُك ببعضٍ
من التكريمِ بعضِ الاحترامِ
عليكَ أن تصونَ اللفظَ منك
لسانَ السوءِ في قذفِ الحمامِ!
مسيحيّون نحن لا نعادي
على روح التسامحِ كلِّ سامِ
ترى فينا. فلا سيفٌ ورمحٌ
ولا التكفيرُ منطوقُ الكلامِ!
تظنّ أنّ حقّك أن تقولَ
الذي في بالك دون اهتمامِ
وأنت المالكُ الدنيا لساناً
عل سهلِ المقولةِ واتّهامِ
طُردتَ من بلادٍ جئتَ منها
لما في الفكرِ من خُبثِ المسامِ
وما في النفس من لؤمٍ وبغضٍ
فآثرتَ "الجزيرةَ" في مُقامِ
كأنّ شغلك بات انتقاماً
ونشرُ العنفِ بعضٌ من طعامِ!
حرامٌ أيّها الشّيخُ التعيسُ
فما تأتيه من قولٍ مُلامِ
لما دينُ المسيحِ عليه يُبنى
لتحظى من لئيمٍ بالوسامِ!
تأنّى والذي سوّاك شيخاً
بهذا القول تشقى في المَقامِ
فلا عزٌّ سوى ذلٍّ رديءٍ
ولا خطوٌ إلى صوبِ الأمامِ
متى كنّا خنازيرَ ترانا
فما أنت سوى .... الأنامِ!