بين الكذب والصدق – ضاع السّلام –
الصدق ُ يحمل ُ في أسراره ِ النّور ُ
والكذب ُ يخفي بين حبّه ِ الشرّ ُ
إن َّ النفوس َبزيّها تخادعنا
ومكرها بالقلب ِحُبّها الغدر ُ
وفاحص النّفس لا ينسى مآربها
مهما خفتْ أسرارها عن البشر ُ
وليس شيئا ًتحت الشّمس مدفون ٌ
مادام ربّ الكون عارف السرّ ُ
ذابت عبارات ُ السّلام عن فمنا
وأصبح الموت نقشا ًيصبغ الدار ُ
زيُّ السّلام بكل ّ عنوة ٍ دُفنتْ
تحت التّراب ولا مكان للقبر ُ
حمامة ٌ طارت ْ بدون اسرابها
تفتّش ُ الأرض عن لحن ٍ بلا وتر ُ
وكل ّ بيت ٍ لا يستوجب الأمر ُ
ترى به الاشباح خير َ ما أمروا
ولم تراها إذا ما خلعت ْ زيّها
تفتّشُ الأرض عن زيتونة الشّجر ُ
فارفعْ يديك إلى السّما مناديا ً
يا راعيَ السّلم ِ أين مسكن الحرّ ُ..؟
وأين صدق ُ السّلام في مبادئهمْ
أم ان لحن الكذب قد وفى الحجر ُ..؟
يا خالقا ً يا عظيما ًقل : لنا جملة ً
تكوي لنا آهاتنا بلا نذر ُ..!
فهل هناك مكانا ً آمنا ً نحنوْ
إليه دون قبور ٍ عدّها البشر ُ..؟
متى وكيف ستأتي بالمواعيد ِ
أم إنّ قلبك لا زال به الصبر..؟ُ
تاهت ْ حمامات ُ السّلام باكية ً
أين هديلي وأين العشّ ُ والشجر ُ
يا بحر ُ كم كنت أهوى عشق ُ أمواج ِ
تسامر اللّحن َ دون أن ارى خطر ُ
وها أنا قد دنت ساعة ُ أحبابي
بذرّة ِ السّم ِتاهت عن رؤى النظر ُ
وشوق حبّي لا ينسى براءتها
وغصنها بفمي زيتونة الخبر ُ
نعم وقد طافت إلى جميع الثرى
ولم تجدْ مسكنا ً بالأرض تبتشر ُ
بكتْ عليها جياع الأرض نائحة ً
أين الطّعام ومن يرثي لنا الشّعرُ
كلّ الحروب التي تجري بعالمنا
مجرمها طفل ٌ حليبه المرّ ُ
كلّ الخطايا حملناها ونحن الهوى
أطفال ُ حبّ ٍبلا أُم ٍ ولا سمر ُ
أليس من حقّنا أن نسأل الزمن َ
أين السلام وقد أرهقنا القهر ُ
طوبى لصانع ِ سلم ٍأين ندعوه ُ
بالبرّ أم بالهوى أم ضاع بالبحرُ
من فوق أغصان ٍ ذابلة ٍ اهدل ُ
ولن يسامر ُ صوتي إلا المُقهر ُ
لم يبق لوني أبيضا ً كما كنت ُ
وصار كالليل أسودا ً بلا قمر ُ
لا تقرؤونَ بكائي مثل حيتان ٍ
أني أنا رمز السّلام والبرّ ُ
وإن صلبتم حياتي كله صلبا
فلن تروني سوى حُبّ ٍوأنوار ُ.
وديع القس