أختنا المحبة بهيجة اسحق
كل الذي جئت به شرحاً وعرضاً وذكر مسببات ووجوب التعامل مع هذه المشكلة بما يلزم من الحكمة والتعقل هي أمور جد هامة وصحيحة فالطفل كالانسان الكبير، هو ابن بيئته والتأثير عليه من قبل هذا الوسط الاجتماعي قد يكون كبيراً وخارج حدود تحمل طاقاته الفكرية ووعيه لأنه يكون في مرحلة النموّ الفكري والعاطفي والوجداني الخ... ونعاني هنا - في أوروبا - من هذه المشاكل فعلا و يصح القول القائل: "قلْ لي منْ تعاشرْ، أقلْ لك من أنت"! هذه المقولة سليمة ودقيقة إذ يقضي الأطفال خارج المنزل وقتاً أطول مما يقضونه داخل المنزل وهم بهذا يعاشرون (شلّو و علّو) من الناس وهنا يبدأ البدء في نهج السلوك السلبي في التلفظ بهذه الكلمات غير اللائقة أو المهذبة. كما أن التربية البيتية تلعب الدور الهام في ذلك فلو أفاق الطفل على صراخ شتائم متبادلة بين الأم والأب لأقل خلاف بينهما أو مشكل، أو بين أفراد الأسرة عموماً فإن ذلك يكون بمثابة الدرس الذي يتلقاه من حيث لا يدري الأهل فهو متلق جيد لكل ما يدور حوله وفي عالمه.
ووجوب تفهم أحوال الطفل وقضاء الوقت الكافي معه وتنبيهه إلى انحراف في سلوكه أو ألفاظ نابية قد يتلفظ بها وهو في بداية مشواره لتعلّم السبّ والشتائم وتدقيق النهج المستعمل معه واحترام آرائه وتشجيع شخصيته بالاضافة إلى تقوية الجانب الروحي لديه يساعد كثيراً على تدارك مثل هذه العيوب والتغلب عليها.
الطفل يعيش في مراحل من عمره تكون دقيقة جداً و حساسة فهو يريد إثبات ذاته ويجبر الآخرين على الإقرار بهذا بأية طريقة يراها هو. وهنا يلزم تدخل الكبار ليقوموا بدورهم وهو التوجيه والتشجيع وإصلاح الشأن، وليس فقط النقد اللاذع وأسلوب التهجم الذي يجعل الطفل أكثر عدوانية وتحدياً.
إنها مسألة دقيقة وهامة من حياة الطفل ومتى أهملت ولم يتم التعامل معها بشكل سليم ومقبول ستجري الرياح بما لا تشتهي سفننا كآباء نحرص على أن يكون أبناؤنا على أفضل وجه من التربية والخلق الحسن والحشمة في تلفظ المفردات التي تسيء إلى مشاعر الغير وتؤذيهم.
في أوروبا يكون الخطر شديداً فالطفل (الشاب) وكذلك الشابة يجب أن يدركا أن هناك معايير في التعاطي مع الأمور لا يجوز تجاوزها وأن عدم احترام الآخرين ومحاولة إهانتهم بالتعرض لهم بالشتم هو أسلوب غيرلائق بالشاب المهذب ولا مقبول وهو الشاب الذي يعوّل عليه الكثير في المستقبل!
الطفل يقلد الكبار تماماً لأنه يرى فيهم القدوة والقوة ويظن أن جميع الذي يفعلونه صحيح والذي يقولونه أو أي شيء آخر وهم كالببغاء لا في تقليد الكلام بل في محاكاة التصرف وتقليد الكلام أيضاً.
شكراً لطرحك مثل هذا الموضوع الهام والحيوي والمتجدد يومياً والحاصل في المجتمعات على وجه العموم وهناك الكثير من العوائل التي تعاني من مثل هذه المشاكل.
فؤاد
|