عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-08-2006, 07:59 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,206
افتراضي إلى عينيك! بقلم: فؤاد زاديكه

إلى عينيك!
أنظرُ إلى عينيك الهادئتين الغارقتين في بحرٍ من الصفاء والروعة, فأجد نفسي تائهاً فيها لا يألو فؤادي جهداً على صبر ولا فكري على راحة, بل أظلّ بكلّ أحاسيسي وكياني بكلّ مشاعري ووجداني مشدوداً إلى جمالك الأخّاذ, مشدوهاً إلى عالمك المغري تغمرني المتعةُ ويذهبُ بعقلي السحرُ المتدفّق منها!
لا أقولُ إنّها قيثارة عشق أسطوريّ, ولا هي رسالةُ وحي سماويّ!
لا أقولُ إنّها طوقُ نجاة لغرق الهائمين وصلاة تصوّف لروح المتيّمين تعبدُ إله العشق وتخضعُ لسلطان أهوائه!
لا أقول عنها إنها سحابة فرح تمطر عالماً من أنغام الفرح وتجيدان العزف على جميع الأوتار!
لا أقولُ إنّها بركانُ عنفوان من الاندفاع المنحدر من أعالي قمم الروعة يتناغم ويتناسقُ تموّجها مع رقّة الطبيعة وسحر الكون, فيشكّلان معاً بحيرات من الصفاء المشرق والبهاء العاشق!
لا أقولُ إنّها كرمة تطفحُ بخمر الحنان وتعتصر رحيقها من قطر السحر المتصبّب حياءً ومتعةً!
لا أقولُ إنها عصفورة تتهامسُ بعشق فريد لا يقطع سكونَ تأملها مانع أو يحولُ حائل أو دخيلٌ!
لا أقولُ إنّها عالمٌ مستقلّ بذاته, يمخرُ عباب اللامتناهي كوكباً بديعاً في مجرّة الكون, يرسمُ خطوط شفق ويعبق ببهجة الحبق المعسول!
لا أقولُ إنّها سكينةٌ مولعةٌ في الخضوع لسلطان الرّغبة, تتنشّق هواء الوجود, وتستشعرُ أحلامه وتجمع أمانيه بين صفاء أهدابها, وفي أعماق بحرها الزاخر بالمعاني العميقة والأماني الرقيقة!
لا أقولُ إنّها غير هذه الأشياء كلّها مجتمعةً, بل أقول مؤكّداً إنّها في جميع هذه الأشياء وأكثر منها! فإلى عينيك أسعى راغباً بالمزيد من الغرق فيها!
رد مع اقتباس