[Malki Morad Herdan]

(منقول من عراق الكلمة لأسامة العقيلي)

دخلك يا طير الوروار

قصفٌ إسرائيليّ مكثفٌ على منطقة الوروار في بيروت ...

ذلك هو نص الخبر على شاشات التلفاز ..

عدتُ إلى فيروزَ وهي تسألُ طيرَ الوروار ..

سلم لي عَ الحبايبْ

خبرني ابحالـُـن شو صار ؟

وهل يقدر طير الوروار على الخروج إلى الشارع كي يعرف أخبار الحبايب ..

أي حال تلك التي تسألين عنها يا فيروز..

تجدين الوروارَ ، الذي دخل ذاكرتنا وعشعش فيها ، بين أنقاض منزل في بيروت ..

ممددا جثة محترقة على شجرة كرز ..

ستجدينه مختنقا ..

وكذا ستجدين الحبايب ..

يا طير الوروار .. لماذا تحترقُ بيروتُ ؟

ولماذا تحترقُ بغداد ُ ؟

ولماذا تحترق قلوبنا ؟

يا طيرَ الوروار .. عصفور بغدادَ يدعوك لتبكي معه .. على كلّ الحبايب ..

صدقني يا طير الوروار لم ينشغلْ عنك إلا بالشديد القوي كما تقول حمامة ُ مصر ..

قبل أنْ تفززك طائرات الأباتشي وترعد فوق أعشاشك أف ستة عشر ... قبل أن تعد ضحاياك ..

تعال لتنظر معي إلى سماء بغداد .. أرض بغداد حيث رؤوس العصافير في كل مكان ..

يا طير الوروار .. كيف يهتز ضميرنا لك ولا يهتز ضميرك لنا ..

كيف تصنف قتلاك ولا تصنف قتلانا ..

كيف غضضتَ البصر عن عصافيرنا ولم نغض طرفا عن وراويركم ..

لا أعتبُ عليك يا طير الوروار !!

فليس الوقتُ وقتَ عتاب ..

ما ذنبك أنت ..

لعلك رأيت بأم عينيك الآن قسوة أنْ تترك وحيدا وسوى الروم خلف ظهرك رومٌ ؟

هم الجناة أنفسهم يا طير الوروار ..

لا تصدقهم .. رددوا اسمك بصوت فيروز مثلما رددوا اسم بغداد بصوتها ..

بغداد والشعراء والصور ..

الجناة أنفسهم الذين تخلوا عنك اليوم مثلما تخلوا عنا وإلى الأبد ..

دخلك يا طير الوروار .. بالله دخلك .. اسأل عن حبايب العراق أيضا ؟

لعلنا نجدهم بين الدخان الكثيف الذي يغطي سماء بيروت وبغداد ..

أو لعلنا نجدهم بين الجثث على أرصفة بيروت وبغداد ..

أو ربما أختلط دمهم الفائر فضاعوا منا إلى الأبد ..

يا طير الوروار .. من منكم يحب الحرب ؟ لا أنت ولا عصفور بغداد ..

أتعرف كم عصفورا فقدنا حتى الآن ؟

أربعين ألفا .. هل سمعت بذلك ؟ هو دم يسيل .. كله دمٌ محرمٌ .. كثرَ أو قل ّ..

ولأنه دم سال ، وما أعزه ، فعلى الأقل يسيل بيد عدوك .. شخصّته ( عدوك ) وشخصناه ..

لكن دمنا يسيل بيد أهلنا وأبناء عمومتنا وأخواننا ..

همنا ومصيبتنا كبيرة .. لكننا لا نغفل عن مصيبتك يا وروارنا الطيب ..

لعل عصافيرنا تعود .. ولعل أهلك يعودون ..

الرصاصُ موجه إلى رأسك ورأسنا ..

ستظل وسنظل ..

ستظل بيروتُ وستظل بغدادُ

وكلاهما ممنوعتان من أن تصرفا لحساب أحد ..

فارفعْ صوتَ فيروز على أنقاض بيروتَ وبغدادَ ..

سلم لي ع الحبايب

خبرني ابحالن شو صار ..
.