قصص الصغار الحلوين
في مثل لمح البصر قال فؤاد: أنا عرفتها، وأشار بإصبعه مستأذنا في الكلام: وحين أذن له أبوه قال: هي شجرة تفاح كبيرة لا يأكل منها إلا الرجال.
ضحك الأب، وشاركته الأم ضحكة قصيرة ثم قالت: شجرة تفاح؟.. هل سمعت عن شجرة تفاح لا يأكل منها سوى الرجال يا فؤاد؟
تراخت إصبع فؤاد المرفوعة، وأدار وجهه فانبرت هالة للحديث بعد تفكير قصير وقالت: أأقول أنا يا أمي؟.. وحين أشارت لها الأم بالموافقة قالت: هي تفاحة.. وليست شجرة تفاح كما قال فؤاد.
وتساءل الوالد:" ولماذا أسموها تفاحة آدم؟".. فتلعثم لسانها حالا بكلمات نفهم منها أنها تفاحة كبيرة الحجم لا يستطيع حملها إلا الرجال.
كان واضحا أن هالة لا تدري ماذا تقول؟.. إنما هو جواب وكفى، ثم انسحاب يائس من حلبة المسابقة. فقد كان الوالدان قد اعتادا أن يوجها أسئلة إلى أطفالهما الثلاثة فؤاد وهالة ونبيه. وكانا يخصصان جائزة رمزية لمن يجيب على السؤال، وكان نبيه هو الذي يحصد الجوائز دائما. لماذا؟
وفي تلك الساعة كان نبيه خارج البيت، وهو بالتأكيد يجلس في مكانه المعتاد بمكتبة المدينة الخاصة بالأطفال، يقرأ ويطالع وينقب بين الكتب وكان فؤاد وهالة قد أطلقا عليه لقب (الفيلسوف الصغير) لشدة شغفه بالكتب والمطالعة، وكان ذلك اللقب قد أطلق على نبيه من قبيل السخرية، ولكنه لم يكن يأبه لما يقولان فهو يؤكد لهما أنه الفيلسوف الصغير، ولكنه سيغدو مع الأيام: (الفيلسوف الكبير).
خطر نبيه في ذهن كل من هالة وفؤاد:" ترى، هل يستطيع الفيلسوف الصغير أن يجيب عن سؤال صعب كهذا، إنه سؤال فريد من نوعه، وهو قد لا يكون قد عثر على إجابة له من هنا أو من هناك، في ثنايا الكتب التي يقرؤها في المكتبة، فهو قد يجد في تلك الكتب إجابات تتعلق بالتاريخ أو الجغرافيا أو الحساب.. ولكن تفاحة آدم؟..
وجاءهما صوت الوالد مطالبا بالإجابة.. ولما لم يسمع ردا قال: " إذن ننتظر حتى يحضر نبيه".
فتقول هالة:
" لن يستطيع الفيلسوف الصغير أن يجيب على سؤال كهذا يا أبي"؟.
ويبتسم الأب.. بينما تؤكد الأم أن نبيه الفيلسوف الصغير سوف يجيب عن السؤال ويقول فؤاد:" سوف نرى".
وما هي غير دقائق حتى كان نبيه يعبر الباب ويلقي السلام ثم يحدق في رقبة أبيه ويقول:" أبي كأنني أرى هذه الشامة في رقبتك لأول مرة.. وأين؟ فوق تفاحة آدم بالضبط؟".
وينظر الأب إلى هالة ثم إلى فؤاد ويقول:" أعرفتما أين هي تفاحة آدم؟. إنها ذلك النتوء الغضروفي في عنق الرجل ولا توجد في عنق المرأة".
وتتفحص هالة رقبة أمها، بينما يمسك فؤاد بذراع نبيه ويختلي به جانبا ويقول: " أرجوك أيها الفيلسوف الصغير اصطحبني معك غدا إلى مكتبة الأطفال".
العامل الأمين
__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين im Namen des Vaters und des Sohnes und des Heiligengeistes amen بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
|