الموضوع: أحبها وتحبني
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2006, 02:25 AM
simar simar غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 798
افتراضي أحبها وتحبني

قال أعرابي يصارح في هواه
أحبها وتحبني ويحبُ ناقتها بعيري
سؤال يفرض نفسه علي ؟
هل تغيرت العاطفة ما بين الماضي والحاضر ؟
أم ما زال الشعور هو ذاك الشعور الذي أحست به البشرية منذ تكوينها ألم تتطور العاطفة مع تطور الزمن
وخير من صور لنا المشاعر الكريمة التي تعتلج في قلب الكائن إن كان رجلاًً او امراة هم الشعراء
سفراء المشاعر الداخلية الخفية فلكل شاعر وتصوره وطريقة طرحه وتعبيره
وأجمل ما قيل ونقل عن فم الشعراء الذين تخرج الحياة من أفواههم على شكل كلمات موسيقية موزونة تحمل في طياتها لواعجهم وأحاسيسهم وتكشف لنا عن مكنوناتهم ونحن الان نستمتع بتذاكرها حسناً كان اول من ابتدع الشعر لعله اختراع ادبي لان من خلال أشعارهم توصلنا الىمعرفة طريقة عيشهم وسبل وانماط تفكيرهم
وفتحوا لنا طريقاً لندخل الى تلك النفس البشرية القديمة
والسؤال هل تغيرت العاطفة في عصرنا رغم هذا الاحتكاك الحضاري والبشري ما الذي زاد في العاطفة وما الذي نقص
الاغلبية تقول إن لا صدق للمشاعر في زمننا هذا
او هو حب تجاري والزواج بات صفقة لتبادل المصالح ما رأيكم ؟
هل في زمننا هذا من يجرؤ ليقول
أحبها وتحبني وتحب مرسيدسي سيارتها
أكيد سنستخف بهذا القول مع أن وسيلة التنقل الاكثر استخداماً في عصرنا هي السيارة
بينما وسيلة التنقل في العصر الجاهلي ولا اريد أن اقول جاهلي لانه كان نوراني
وسيلة التنقل كانت الدابة أجلكم من فرس وناقة وما شابه والناقة تعادل السيارة في وقتنا الحالي
إذاً مالذي يجعلنا نعجب بقول الشاعر هذا ونرفض
قول وتحب مرسيدسي سيارتها مع إن الاثنتين وسيلة نقل
هل لما تستدعي الصحراء تلك الجاذبية حيث النجوم اللامعة والمساحة الشاسعة والحرية اللامتناهية وشظف العيش وقسوة الصحراء هل هذا ما يجعلنا ننشد لهذا البيت لما يحمل من رمز للطبيعة والحرية أم لان الشاعر جذبنا لصوت الماضي الذي يحمل معه أدب الفطرة أكثر من شعراء اليوم حيث يجتهدون لاكتساب صور جديدة وتراهم يسبحون في الخيال ليأتوا بغزارة الوجدان وتعابير بغاية الغرابة واستقطاب كل ما هو غير مطروق ورغم هذه الاستعارات الذكية
نجد جمالاً في جسد القصيدة الا انها باردة العاطفة وهذا لدى البعض ولا اقصد الجميع
يبدو إن السحر في الطبيعة والبساطة حيث الصحراء
والهواء والحرية والمساحة لابعد ما يمكن أضفت على شعرائها وساكنيها مسحة جذابة لا تزول
مع تقدم هذه العصور
هذا الشاعر اتخيله بثوبه الخشن وذاك الغبار العالق بقدميه وهو يقول أبياته دون تكلف بكل بساطة وبكل عمق للعاطفة يسير وبعيره ليصل ديار الحبيبة وما أن يحط الرحال ويغازل
حتى يلتفت لبعيره إذ لقوة عاطفته زود بعيره ايضاً بهذا البترول وشرد في تلك الربوع متأملاً
الناقة الملعونة وهي تهز بعنقها وترمق ذاك البعير بنظرة خجولة بينما البعير يتنحنح ويحرك ذيله متلوياً مغازلاً يكاد يقول فيها شعراًولكونه دون لسان أجاب عنه صاحبه فعبر عن حبه وعن بعيره والله صورة جميلة تحضرني
ترى كم من مرة غافل هذا البعير صاحبه وكم من مرة غافلت تلك الناقة صاحبتها في ليالي الانس هذي ولكن ليس في فيينا بل في القفار والفيافي البعيدة يا للملاعين ويا للبساطة كم هي عظيمة
وصادقة دون تكلف وعميقة ومعبرة بأبسط الاستعارات .....يا للملاعين
احبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
رد مع اقتباس