الأخت سيمار
حبّذا لو كان للمقالة عنوان آخر غير هذا الذي كان فعلى الرغم من روح الدفاع المستميتة عن المرأة والمطالبة بحقوقها وغيرها من مباديء العدالة الإجتماعية والمساواة إلاّ أن عنوان النص يضعفه على الرغم من روح القوة التي أراد الكاتب أن يبثها في المرأة. انظري: (متى سيتمّ الاعتراف بنا؟) أليس هذا وجه من وجوه التسوّل وطلب مدّ يد العون ممّن لا نزال نقرّ بأنهم أصحاب القرار؟ كان العنوان أفضل لو هو حمل هذا الإسم مثلا: ( متى سنلزمهم بالاعتراف بنا؟) إن فكرة التفوق الذكورية لا تزال مسيطرة على أذهان الكثير من كتّابنا و حتى من المدافعين عن المرأة منهم. المرأة بمجهودها وبمعونة الرجل لها تستطيع تجاوز هذا الواقع المتخلف والمتردي والصعب. وبدون الإثنين معا لن يتمّ ذلك البتة.
المرأة في المجتمعات الشرقية مقهورة ومغلوب على أمرها وليس بيدها أي قرار وهي خاضعة لسلطة الأب والأخ والزوج. وهي تقبل بهذا الخنوع راضية لأنها غير متحررة اقتصاديا أي هي ضعيفة لا تستطيع تحمل أعباء الحياة ومصاريفها بمعزل عن الرجل الذي يستغل هذا الموقف ليسيطر أكثر عليها ويخضعها إلى سلطته دون رحمة أو إنسانية, كما أنها تخشى من المجتمع ومن سطوته وقرارته التي غالبا ما تكون مجحفة بحقها لهذا تسكت وتسكت ومن ثم تسكت!. أما المرأة الغربية فهي تحررت اقتصاديا وتستطيع الاستغناء عن الرجل كداعم مادي لها. وتبقى العلاقة بينها وبين الرجل قائمة على المساواة والتكافؤ والعدالة الاجتماعية ولا يجوز أن نعمّم موقف سلبي أو ظاهرة سيئة على كل المجتمع فما يجري في مجتمعاتنا الشرقية لأسباب القهر والحرمان فظيع ولا يعلن عنه ولهذا نعتقد أن الأمور تجري عندنا بخير وهذا غير صحيح البتة. الحرية والديمقراطية والشعور بالاستقلالية والثقة بالنفس يكون من دواعي النجاح وليس الفشل في المجتمعات كما يظن البعض. اذهبوا إلى مواقع العرب واقرؤوا ما يدور فيها من حالات اغتصاب رهيبة وقهر وقتل وخطف واعتداء وتعذيب ليس له مثيل في المجتمعات الغربية وهو لا يوجد إلا في حالات نادرة لا يصح تعميمها كظاهرة سائدة. لكم جميعا خالص شكري وتقدير وللأخت سيمار طرحها لهذا الموضوع الشائك والهام.
|