أخي قسطنطين
إني أثمّن جميع مشاركاتك وكذلك مشاركات جميع أخوتنا الأعزاء أمثال فهمي والياس وملكي وفيليب وغيرهم ولا أريد البتة من أحد أن يزعل من النقاش ومن لا يملك صدراً واسعاً وفكراً يستطيع الأخذ والعطاء والمناقشة بروح الوعي فعليه ألا يحرج نفسه في خوض غمار أي نقاش.
أقول لجميع الأخوة الأحباء بإمكانكم النقاش بروح واعية ومتفهمة دون النيل الشخصي من أحد المناقشين أو محاولة الإساءة المقصودة لفئة أو جهة بذاتها وغيرها. كل شيء في الحياة سياسة إن شئنا أم أبينا ومتى تحدثنا عن أمور السياسة فلسنا بكفرة! بل بالعكس متى لا نناقش بها نكون غير واعين لما يدور حولنا هذا من جهة. أما من جهة أخرى فأنا لا أرغب البتة أن تصير مشاكل بين أخوتنا هلازخ الأحباء والباب مفتوح للجميع لقول ما لديه وعندما نعرض أفكاراً ونناقشها ليس بالضرورة أن نتفق جميعاً على محور واحد وإلا لما كان هناك تنوّع في الأفكار ولكان الروتين الممل والساذج هو المسيطر وهذا غير مقبول.
متى لم يرغب أي من الأخوة المشاركين في خوض النقاش بموضوع ما فهو حرّ في ذلك لكن متى سمح لنفسه أن يناقش فعليه أن يتقبّل الرأي الآخر وإلا فالوضع غير منطقي! ليس بالضرورة أن نجتمع جميعاً على فكرة واحدة أو رأي واحد!
أرجو من جميعكم يا أخوتي وأحبائي أن تفتحوا قلوبكم جيداً وتعوا ما يدور حولنا وما يجري في العالم نحن نحتاج إلى دعم كلّ منا للآخر! نحن شعب ظلمتنا الشعوب الأخرى ونالنا الغبن في جميع مراحل التاريخ فلا تظلموا أنفسكم بأنفسكم! أنتم جميعاً أخوة وأحباء وعلى محبة آزخ وشعب آزخ نلتقي ولنا هدف نبيل ومشترك فلنترفع عن بعض الأمور والمواقف التي تفرّق وحدة الصف وأنا جلّ الذي يهمني هو التكاتف والتضامن والتآخي بيننا فهذا أفضل سبيل لنفرض احترامنا على الغير!
أحبتي قسطنطين وفهمي والياس أنتم أخوة وأبناء عشيرة واحدة. أنتم أبناء أمة سريانية واحدة. إذا لم تحترموا بعضكم فلن يحترمكم أحد!
لا أرغب في أن يزعل أحد البتة من النقاش وأرجو متى كان لدي احترام عنكم أن تحاولوا التعالي على هذه السطحيات البسيطة والتي لا أر أنها هكذا كبيرة تقف حاجزاً بينكم.
أمريكا لا تعرف صديقاً وكذلك العرب ليس لهم صديق وإسرائيل ليست بأفضل من غيرها. المشكل هو أن السياسة هي ملعونة وابنة الملاعين وكم فرّقت من الأسر والبيوتات.
أضرب لكم مثلا بسيطاً فأنا كنت ذات يوم أحمل فكراً سياسياً معيّناً وكان خالي المرحوم كبرو قريو ل?ه الذي قتل في حي الكرنتينا في لبنان أيام الحرب اللبنانية يحمل فكراً مغايراً لفكري ولم نكن نتحادث مع بعض بل كنا في خلاف وأكثر من خلاف وعندما أستعيد مثل هذه الذكريات ابكي حزناً وأستسخف نفسي ومن كان يدخل في رؤوسنا تلك الأفكار التي فرّقت بيوتات آزخ فعادت بعضها بعضاً لأسباب السياسة. إن السياسة مكر وخديعة وشيطان رجيم! ناقشوا لكن لا تتحاملوا على بعضكم وتزعلوا من بعضكم بسبب بوش أو شارون أو غيره أو غيره. فهم في بيتهم مرتاحون لا يأبهون بنا ويسعون إلى تمرير سياساتهم دون أن يهمهم أحد أو مصالح أحد وحتى قادة بلداننا يشاركون بسوء لا يقل عن سوء هذين الإثنين ومعهم كيسنجر وميسنجر والخ.
الرجاء أن نتعاون معاً لنعطي عن وضعنا صورة حسنة وأن لا نترك بعض الأمور التافهة تسيء إلى ما بنيناه ونحن على أمل المزيد من التوحد لا المزيد من الفرقة والضغينة. أحبائي علينا أن نحب بعضنا بعضاً وأن نبتعد عمّا يسيء إلى وحدتنا فنحن أخوة أجل أخوة بحكم الدم والتاريخ والعلاقة.
أعذروني فالذي جرى و وصل بكم إلى باب مسدود آلمني وأتمنى من كل قلبي أن تعودوا أخوة وأحباء. أما أن توقف مشاركاتك يا أخي قسطنطين فهذا ما لم أعهده فيك وما لا آمله من شبل من أشبال آل غزو الذين أرى في الاعتماد عليهم في مشروعنا الكبير هذا سنداً وكما كان جدك في قصة المزبحة يا عزيزي قسطنطين أرجو أن تكون خليفته، فأخي فهمي يعي ما يقول و هو أكثر مني انفتاحاً ووعياً وتمرّساً ولكنه ليس مثلي مجاملا وهذا ما أريد أن أقوله لك إنه يقول رأيه كما يراه وعليك أن تقول أنت أيضاً رأيك كما تراه وأنا كذلك والآخرون ولنترك وقائع الحياة ومستجدات الأحداث تثبت صحة هذا الرأي أو خطأه!
لكم جميعاً مني كل المحبة والتقدير على هذه الروح العالية من المسؤولية وأنا أفخر بكم كشباب مثقف هو سند آزخ وأمة السريان.
أخوكم في محبة آزخ وأمته السريانية المجيدة فؤاد زاديكه
|