عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-06-2006, 07:21 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,214
افتراضي

في البداية أتقدم بجزيل الشكر للاستاذ أثرو الذي فتح علينا جرحا عميقا ظل ينزف منذ زمن طويل وأشكر لجميع الذين شاركوا وأبدوا ملاحظاتهم حول الموضوع وإني على العموم أشاطر الجميع نفس الهم والرأي وأعاني كوالد من مشكل كبير فليس من السهولة بمكان أن تترك أبناءك يعيشون في واقع غير مضمون النتائج لما فيه من مظاهر سوء تظهر في سلوك الأفراد. والمجتمعات الغربية لو دققنا جيدا فيها لوجدنا أنها أفضل لنا ولأولادنا بكثير من مجتمعاتنا الشرقية المنغلقة التي كنا نعيش فيها. ففي تلك المجتمعات وبحجة المحافظة على العادات والتقاليد ووجوب عدم الخروج عن المألوف تنتهك حريات الأفراد وتصادر الكلمة وتستغل جهودهم وتنتهك حرماتهم دون أن يستطيعوا إعلان الشكوى أو حتى الاعتراض. فيما هنا نعيش واقعا ديمقراطيا بكل معنى الكلمة وحرا وبهذا تنشأ لدينا المقدرة على تحمل المسؤولية من بابها العريض غير المقطوع أو المشطور أو المجزوء. أولادنا هم كنزنا الوحيد في هذا العالم وهم رأسمالنا الأخلاقي والإنساني وعلينا واجب حمايتهم والاهتمام بهم ومحاورتهم متى بلغوا السن التي تسمح لهم بذلك على أساس الاحترام المتبادل دون النظر إلى مقولة أب وابن أو واقع الحال. فالمثل العربي يقول: متى كبر إبنك خاويه! وهذا صحيح مائة بالمائة ولو استطعنا أن نخرج من دائرتنا المغلقة والتي تنحصر في فرض الرأي وعدم الإصغاء إلى طلبات الأبناء والتواصل معهم على أساس الند للند فإننا نكون بهذا قد قطعنا أشواطا كبيرة في سبيل الوصول إلى الهدف المرجو أو الغاية المتوخاة والتي هي أولا وأخيرا إنشاء جيل من الأبناء قادر على ممارسة حرية الرأي والتفكير بعيدا عن أسلوب القمع والنهر وعدم الاحترام.
إن لكل شخص قناعته وتصوّره النابع من فهمه ومن مكوّنه الثقافي الذي يستند عليه أصلا في مواجهة الحياة ومجابهة تيار المصاعب وما يتعرض له في مسيرة حياته. وبرأيي فإن هذا الموضوع جدير بأن نوليه اهتماماً خاصا فلكل منّا أولاد وهي مسؤولية تحد خطير للوالدين متى لم يحسنوا التصرف السليم فإن الأبناء سيعيشون ضياعاً لا نهاية له. وعلينا في الوقت نفسه أن نعي المؤثرات التي تتحكم بهذه المجتمعات فالصداقات تلعب دورا خطيرا سلبا أو إيجابا على الأبناء وعلينا أن نعرف تماما الشلة التي يعاشرها أبناؤنا وأن نراقب سلوكهم لا كجواسيس أو ضباط شرطة بل كآباء رحمة تهمهم مصلحة أبنائهم ومتى أدركوا خطرا فعليهم أن يتصرفوا بالتي هي أحسن وقبل أن يستفحل الأمر ويصل إلى مرحلة غير قابلة للعلاج والعود الطري تستطيع أن تثنيه كما تشاء ولكن متى قوي فإن ثنيته كثيرا فهو سيكسر.
رد مع اقتباس