عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26-05-2006, 07:32 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,214
افتراضي

أخي أثرو لا أفهم ولماذا ليوم واحد؟ فهل عمل المرأة في البيت هو ليوم واحد؟ إن التعاون بين الرجل والمرأة في كل ما يخصّ الأسرة ضروري جدا ولا توجد أعمال معيّنة هي وقف على الرجال وأعمال وقف على النساء فنحن نرى في أوروبا كيف أن المرأة قد قطعت أشواطا هائلة في جميع مجالات العمل وأثبتت وجودها بجدارة في الكثير من هذه الأعمال بل أنها بزّت الرجل وتفوّقت عليه من حيث المهارة وإجادة العمل وإتقانه في مجالات عدّة. لماذا تبقى أفكارنا متخلّفة وعقولنا منغلقة وسلوكنا يعتمد الخوف من أن تخطيء المرأة, من أن تنحرف المرأة متى انخرطت في مجال العمل؟ إن الرجل يريد أن تبقى المرأة تابعا له وهو من أجل هذا يعارض فكرة أن تعمل وتتحرّر اقتصاديا وبهذا تكون قد تحّررت فكريا ونفسيا وعقليا واجتماعيا.
أما عن فكرة التعاون في مجال البيت والأسرة فأقول: إن الزواج أشبه ما يكون بسفينة في عرض البحر تتقاذفها الأمواج وتتلاطمها وتدفع بها من جهة إلى أخرى. فهل يقول أحد الزوجين أنها ليست مسؤوليتي في أن أجذّف عكس التيار وأسعى إلى إنقاذ سفينتي للوصول بها إلى برّ الأمان والسلامة؟
كان كثير من الأصدقاء يلومونني على فكرة مساعدة زوجتي في البيت وكانوا يرون في الرجولة أن يتم قهر المرأة والضغط عليها وتركها في خضم هذا العمل المتراكم وهم يتفرجون عليها أو يحتسون كأساً من القهوة أو يتسامرون مع صديق أو يسهرون في موضع ما. وكثيرا ما كنتُ سببَ خلاف بين بعض العوائل وهم جيراننا وبكل أسف كانوا معي معلمي مدارس ويدّعون الثقافة والوعي والفهم. حينما كانت نسوتهم يرونني وأنا أنشر غسيل بيتي وأحفض أولادي وأجلي وأكنس وأطبخ تقوم قائمتهن ويثرن على أزواجهن ويطالبنهن بنفس المعاملة التي تتلقاها زوجي مني. ولا أخفي أنني عشت أربع سنوات في معهد دار المعلمين وخمس سنوات في تأدية خدمة العلم وأنا أقوم بكل ما يلزم من أمور الحياة من طبخ وكنس وجلي وكوي إلى غير ذلك من الأعمال المنزلية, وإني لا أخجل من ذلك بل لي الشرف في أن أساعد زوجي ولا أزال حتى هذا اليوم ومن يرى هذا وصمة عار في جبين رجولتي عليه أن يذهب للتأكد من رجولته في مختبرات التظاهر والتفلسف والتباهي المزيّف المريض.
أقول هذا ولا أستحي منه ولا أخجل ومتى تركتُ أمور بيتي متراكمة على رأس زوجي لوحدها فإن هذا الشخص الذي يلومني وينتقدني لن يقدم لمساعدتي, ومتى مرضت زوجي لقاء الإرهاق والعمل الكثير فإنه لن يرسل زوجه لتقوم على خدمتي فعليه ولأجل هذه الحقائق الدامغة أن يقفل فمه متى أراد للسانه أن يطول. ثمّ أنها حياتي وليست حياته أو حياة سواه. فليفعل كلّ منّا ما يراه صحيحاً ومناسبا لحياته وأنا أفعل ما ينسجم مع فكري وعقلي وروحي والوعي الذي يميّزني عن الحمار المتظاهر!
رد مع اقتباس