حبيبنا وصديقنا الغالي جداً جداً صبري إننا اسمتعنا بهذه الأسطورة من الذكريات وهذه التصاوير الرائعة لتلك اللحظات ومع أنه لم تكن هناك كاميرة فيديو لتصوّر وتصوّر وتصوّر حتى خلجات أحاسيسنا وحتى نبضات قلوبنا كم كان يوماً سعيداً مشرقاً يهفهف كنسمة كلماتك العطرة التي فاح أريجها في مناحي المنتدى فباحت بشوقها وأعلنت عن مكنونات قلبها تمسكاً بجماليات تلك اللحظات التي فلتت من يدنا وانساقت كنغمة فرح تتسلل خلف تلال الماضي. كانت كاميرا قلمك أمتع من أية كاميرة أخرى وأصدق تعبيراً من أية وقفة في صورة تتحرّك لتخدع المشاهد فأنت سكبت من روحك فيها دفقاً ودفئاً وأعدتنا إلى بيادر الحبّ وإلى أكداس الشوق وهي تتكسّر تحت أنياب الجرجر الذي لم يكن يرحم كلّ توسلاتها أو يستجيب لنداءات أنينها المنبعث حشرجة من تحت سلطان ملكوته. لقد بعثت في تلك الأيام روح التمرّد وأشفقت على قصور الزمن فغفا على أريكة أكوام السنابل التي حصدتها مناجل أبيك - رحمة الله عليه -وأبي - أمدّ الله في عمره - وهما يتنافسان على أنغام أغنيات الحصاد العذبة التي كانت ترددها حنجرتاهما وهي تعانق (الم?زون) وتحيل قامات الحنطة الرشيقة إلى ضحايا تتهاوى وهي تقرّ عجزها الأبدي أمام جبروت هذه المناجل. إنك يا صديقي أثرت في شجون الأمس وذكّرتني بليلة دخلتي والتي كانت دخولا استمرّ طيلة هذه الأعوام وهو يأبى أن يخرج فقد طاب له ذلك يا عزيزي أجل طاب. كم كان تعبيرك رائعاً ولفتتك مبدعة وبديعة وهوجاء دفعتني بحماس كنت افتقدته منذ سنوات فكأنها بعثت فيّ هذا الشموخ وغرست في أوصالي وكل أعضائي رغبة الرجوع إلى حلم الأمس الذي أعادتني إلى الوراء لسنوات خلتْ. أشكرك وتشكرك معي زوجتي أم نبيل على صدقك و وفائك أيها الصديق الوفيّ أيها القادم من خلف أكوام الشفق السرمدي لتعلن عن بداية جديدة ليست ككل البدايات فهي بداية لا تجد لها موضعاً إلا في صدر حبيب كصبري يوسف هذا المبدع الذي يتشوق القلم إلى عناق حروفه وهي تتوهّج حرارة وتشع ألقاً يتفاقم هياجه ليعلن عن لحظة الرضى وساعة الاعتماد بماء الكلمة التي تسبح في فضائيات الوجد وتسترسل تواصلها من معين العطاء الأزلي! أشكرك من كلّ أعماقي وارجو لك مزيداً من التحليق في عوالم اللانهاية. صديقك وأختك فؤاد وسميرة ألمانيا في 25/9/2005 م
|