الغالية جورجيت
المجتمعات العربية لا تزال قابعة في زوايا المجهول وواقعة تحت سيطرة الرجل الأبوي والأخوي والزوجي والمرأة لن تتمكن من الحصول على حقوقها بالاستجداء وليست هي السبب في كل هذه الهالةمن القدسية التي وضع الرجل نفسه فيها ليجعل حقه في السيطرة والتسلط مشروعا وبهذا تغدو المرأة لديه لأغراض المتعة والإنجاب وما إلى ذلك. إن المجتمعات الأوربية استطاعت أن تتجاوز هذه المرحلة ومنذ زمن طويل فيما نحن وفي مجتمعاتنا لا نزال ندور في حلقة مفرغة بل حول نفسنا مكان راوح والخوف هو ما يشدنا إلى الرغبة في الإبقاء على الأوضاع على ما هي عليه. الرجل يخشى في مجتمعاتنا من تحّرر المرأة, ويخاف على مركزه القائد وسلطته المطلقة والمستبدة أن تنعدم فلا يعود يستطيع ممارستها.
انظري إلى الغرب حيث تحّررت المرأة ما الذي جرى؟ هل فقد الرجل قوته ومركزه وسلطته شبه الإلهية التي أحاط نفسه بها؟ لا أبدا لا بل أن المرأة صارت معينا له على اقتسام هموم الحياة ومصاريفها وأشياء أخرى كثيرة. على مجتمعاتنا ألا تنبح فقط بل أن تتحرّك وتقوم بعملية التغيير وهذا يحتاج جرّاة ورغبة وعملا. المرأة والرجل صنوا هذه الحياة ولا يجوز فصل قسم لأن خللا في عملية تواصل الحياة سيحصل وهو ينعكس بالدرجة الأولى على البيت فالمرأة التي لا تكون حرّة قادرة على إبداء الرأي والقيام بالعمل تصبح عاجزة عن تربية أبنائها تربية سليمة وفي هذا ضرر بالغ على المجتمع نفسه.
فإلى متى ستظل هذه الأوضاع المزرية التي تعاني منها المرأة قائمة في مجتمعاتنا؟ ولماذا الخوف؟
شكرا لك يا أختي على طرحك هذا.
|