[yakup]

شهر شباط قصير.. ولما كان العدد 365 لايقبل القسمة على 12 فقد حال سبب حسابي بحت أن يكون لأشهر السنة كلها المدة الزمنية نفسها إذا أردنا أن نعطي كل شهر عدداً صحيحاً من الأيام. وقد كان حرياً بالمنطق أن يقلل من قدر اللامساواة بين الأشهر كأن نحدد سبعة أشهر يتألف كل منها من 30 يوماً وخمسة أشهر يبلغ كل شهر منها 31 يوماً. ولكن كان لابد من أن يؤخذ بالحسبان بعض العوامل النفسية والمسائل التي جرى طرحها أثناء تسمية الأشهر.
ولكن حين سمي الشهر السادس آب باسم «أغسطس» تكريماً للامبراطور الروماني الشهير أغسطس فقد حددت مدته أيضاً بـ31 يوماً. وإذا رأى الرومان آنئذ أن شهر يناير «كانون الثاني» وهو شهر جانوس إله إتروريا الأعلى يستحق أيضاً 31 يوما فقد اكتشفوا أنه لم يبق لديهم سوى 28 يوماً للشهر الأخير من السنة فقد ارتضوا بذلك عن طيب خاطر إذ كان شهر شباط يمثل في نظرهم شهر الغم والحزن ويستعجلون انتهاءه وإن كان يضاف إليه يوم آخر في السنوات الكبيسة. من جهة أخرى اعتبر شهر شباط شهر الحسابات والاعتراف بالأخطاء وإحياء ذكرى الموتى وقد اشتق اسمه الفرنسي من فعل «فبراير» باللاتينية الذي يعني الاستغفار. ‏

فالسنة عند الرومان كانت تبدأ في الأول من آذار الذي عدّ 31 يوماً لكونه الشهر الأول في السنة وقد سمي باللاتينية «مارس» أي إله الحرب. كذلك كان يجسد قوى الطبيعة وله في إيطاليا مكانة مقدسة. أما اسم نيسان أو أبريل فقد أعطي للشهر الثاني من العام والمخصص للآلهة فينوس وقد بدلت مدته عدة مرات وحددت أخيراً بثلاثين يوما. وثالث أشهر السنة مايو أيار وهو مشتق من «مايا» ربة الحقول كما اشتق اسم الشهر الرابع يونيو من اسم زوجة جوبيتر جونون فحددت مدة أيار بـ 31 يوماً ومدة حزيران 30 يوماً وذلك مراعاة لمبدأ التناوب، أما بالنسبة للشهر الخامس تموز فقد سمي بـ «يوليو» تكريماً ليوليوس قيصر الذي أدخل إصلاحات أساسية على التقويم وكان هذا الشهر بالطبع يتألف بدوره من 31 يوماً وهو جدير بالقائد الروماني.