عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-09-2005, 12:53 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,207
افتراضي

أختي جورجيت إن عجائب الرب تظهر في أمور كثيرة وأعتقد أن بشراً كثيرين بعدما كانوا أوغلوا في الشرّ صاروا مؤمنين ولأذكر لك قصة حقيقية عن المفريان إبن العبري فقد كان ساحراً طبّقت الآفاق سمعته وكان يسخّر سحره في أوجه الشّر وشاء الرب أن يمنحه فرصة للخلاص فأرسل له ملاك الرب (عزرائيل) وفيما كان سائراً في طريقه إلى إحدى البلدات. فجأة ظهر له الملاك وسلّم عليه دون أن يعرّفه بنفسه. حيّاه وقال له إني أعرف أنك ساحر مقتدر وتكاد تعرف كلّ شيء. فهل متى سألتك سؤالا تجيبني عليه؟ ردّ عليه إبن العبري: نعم! قال له هل تستطيع أن تقول لي أين هو الملاك (عزرائيل) في هذه اللحظة؟ لم ينتظر إبن العبري طويلا وبما لديه من معادلاته الخاصة بسحره وعلمه قسّم الدنيا إلى أقطار أربعة وبدأ يبحث عن عزرائيل في الربع الأول فلم يعثر عليه فبحث في الربع الثاني فلم يعثر عليه كذلك ثمّ في الربع الثالث والرابع فلم ير له أثراً. وما كان من إبن العبري إلا أن توجّه إلى عزرائيل بالقول: إذا لم تكن أنت عزرائيل فلا وجود له في هذه الأرض!

عرف إبن العبري أن الرب أراد مساعدته وحرفه عن النهج الذي يمارسه فقال له عزرائيل: أجل إنني هو وقد أرسلني الرب إليك لتصير من أتباعه وتمتنع عن مثل هذه الأفعال التي تغضب الرب. فأطاع إبن العبري الملاك وقرّر التعبد والزهد وصار فيما بعد المفريان المشهور الذي ألف كتباً كثيرة وكان علامة عصره وأحد آباء كنيستنا الذين خفّفوا من آثار المظالم التي لحقت بأبناء كنيستنا أيام غزوة هولاكو فقد كان هولاكو يحترمه لعلمه وثقافته وقد قابله. هناك أمور كثيرة في الحياة تحصل وتتغيّر النفوس والقلوب تسعين درجة.
فؤاد
رد مع اقتباس