عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-07-2005, 12:29 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي ردّاً على وجبة البلّوع التي اعدّتها إبتسام

نقلاً عن موقع القامشلي
ردّ على وجبة أعدّتها نائبة المدير العام لموقع القامشلي
.................................................. .

العزيزة إبتسام

أشكركِ جزيل الشكر على هذه الوجبة الدسمة التي أعددتيها لي، فقد ترعرعت يا صديقتي على وجباتِ البلّوع، ولولا البلّوع لما تمكّنتُ أن أكتبَ قصيدة واحدة ولا قصةّ واحدة، لمجرّد سماعي كلمة بلّوع أشعر بالراحة فكيف لو أجد وجبةً بلّوع دسمة، سأطير من الفرح، أتذكّر جيدّاً كيف كنتُ أهجم على البلّوع لسهولة بلعه ولأنه يتضمن حريرات خلاقة! أستغرب كيف لم يطلقوا على أهم شارع في ديريك: شارع البلّوع، أو شارع محبّي البلّوع! ولكن على ما يبدو القائمين بإطلاق تسمية على الشوارع في ديريك لا يفهمون قيمة البلّوع ولا هم من أصحاب المزاج البلّوعيّ، وأغلب الظنّ أنَّ الهلآزخ أطلقوا على البلّوع بلّوعاً لأنه يُبلع بسهولةٍ ولو لم يكن البلّوع إسمه بلوعاً كنتُ سأطلق عليه بلّوعاً لا محال رغم أنف بلاليع ومبلوعي هذا العالم..
شكراً لطبق البلّوع الذي زيّن موقع القامشلي وموقع الحسكة وديريك وكل الجزيرة العليا، بالحقيقة كنتُ قد هدّدتكِ أكثر من مرة بأنه من المستحيل أن تنالي مرةً أخرى ميدالية ذهبية طالما لا تهتمّي بالبلّوعيات ومتفرّعات، لكن بما أنكِ استجبتِ لطلبي وحقَّقتِ رغبتي وطموحاتي البلّوعية فلا يسعني إلا أن أتوّجكِ بميدالية من الزُّهور البرّية وميدالية أخرى من الذهب الخالص، صحيح أنني لستُ غنيّاً على الخالص، لكنّي مع هذا سأتوّجكِ بميدالية من الذهب الخالص، البلّوع الذي أعددتينه سيحقِّق لكِ مستقبلاً ولا أحلى، بقي لكِ مرحلة واحدة لو تستطيعي أن تحقِّقينها ستصلين إلى قمّة القمّة، هذه المرحلة تتلخّص بإعداد وجبة من الصمّكات، أو إعداد طبق من الصمّكيات، نسبة إلى صمّكة، والصمّكة لها فوائد كثيرة، لا يمكن تجاهلها أبداً! صدقيني لو تتمكّني من إعداد الصمّكات ستصبحين أبو الطبق الشمالي وأبو الأطباق، وكلّ من لم يتذوّق الصمّكات، والجوقات ليس له خبرة في عالم القاقَبات! .. أجدادنا كانوا يعدّون قاقَبات من الصمّكات والجوقات، ولكن للأسف الشديد، خبرتكِ على حدِّ علمي ضعيفة في إعداد وجبة الصمّكات وقد سبق وسألني أحد الأحبة القرّاء سابقاً عن فائدة الصمّكات وشرحت له فوائدها إلى درجة أنه سقط على حدِّ قوله من فوق الكرسي من شدّةِ الضحكِ لكن للأسف الشَّديد فاتت عليه وجبة الصمّكات!

أشكرك مرة أخرى يا عزيزتنا ابتسام، وآمل أن تبحثي عن معقل الهلآزخ، وأفضل حلّ لكِ هو أن تتوجّهي نحو نورشوبينغ! هناك ستجدين عشرات العلائلات الذين لهم خبرة محترمة في إعداد الصمّكات على كلِّ المقاسات، ولا أستبعد أنّهم ربّما أطلقوا على أحد شوارع نورشوبينع شارع الصمّكات، وعندما تتمكّنين من اعداد هذه الوجبة، سأكون شاكراً أياكِ أن تزيّني طبقاً من أطباق الصّمكات، في هذه الحالة لا أستبعد ان نمنحكِ جائزة أمهر طباخة على مستوى كل الهلازخ والمهلزخات، والهلازخ هم الأزخينيون الأقحاح وأما والمهلزخات هم من تزوجنَ بأزخيني فتهلزخنَ، هلزخةً محترمة! وتصريف الكلمة بسيط جدّاً:
هلزخَ يهلزخُ هلزخةً فهو مهلزخ! ومهلزخة، صحيح أن المحامي عبدالكريم بشير أعد قاموساً في المفردات والمصطلحات الأزخينية وأهداني نسخة منه، وصحيح أن الصديق فؤاد زاديكي له باع طويل في قضايا الهلازخ والتهلزخ، لغةً وشعراً، لكني في فقه الهلزخة والتهلزخ لست سهلاً أيضاً!


أتذكَّرُ كتبت لكِ في سياق أحد ردودي نصّاً شعرياً ولا أعرف أين تغفو تلكَ القصيدة لأنني لم أضمها إلى آرشيفي، خاصة ما جاء فيها من قافية موزونة ممكن أن نحولها يوماً ما إلى قصة غنائية .. لا أصدّق نفسي أنني أرى طبقاً من البلّوع في سماء الأطباق اللذيذة، يا شيخة الذي لم يأكل البلوع، لم يرَ مجد الأطباق! نعم يا عزيزتي، بلعَ يبلعُ بلعاً فهو بلّوع ومبلوع! هاهاهاهاهاهاهاها

فيما كنتُ أناقش مع صديقة حميمة للغاية، فسألتها فيما إذا تعرف أن تعدَّ طبق البلّوع فقالت لي لا لا أعرف كيف يتم إعداد البلّوع، فقلت لها إذاً وبكلّ بساطة وبدون أي تردّد بإمكانكِ أن تغسلي يدكِ منّي تماماً، لأن التي لا تعرف أن تعدَّ البلوع لا خبز لها عندي! فقالت، طيب شو علاقة البلّوع في صداقتنا ومستقبل صداقتنا فقلت لها ، للبلوع علاقة قوية، فمن لم تسمع بالبلّوع ولا تعرف أهمية حريرات البلوع، فلا علاقة بلوعية يجمعني بها، تفضّلي أنتِ طالقة بلّوعياً بالثلاث! ولو، تستهينون بالبلّوع، ولو كان عند جنود نابليون وجباتاً دسمة من البلوع لما انهزموا في معاركهم الأخيرة، نعم البلّوع له علاقة قوية بالانتصارات حتى في الحروب، لأن الجندي يستطيع أن يأكله على الواقف لسهولة بلعه، يبلع بسرعة البرق وهو يطلق جنونه في ساحات المعركة، أنصح من له علاقة بالمعارك الطويلة أن يركز على البلّوع وإلا سيذهب الجنود في ستين داهية ، وأنصح كل من يفكر أن يكتب عمل روائي أن يعتمد كثيراً على البلَوع لأنه سيكون غائصاً في روائيته ولا وقت لديه للأكل فبحركة بلوعية خفيفة يستطيع أن يبلع لقمته بكلّ لذة ويشبع وههو يبلع لقمة بلوعية تلوى الأخرى بدون أية صعوبة! والغريب بالأمر أن عزيزنا سام من هولندة! كان يقتحم عوالمنا البلّوعية مدّعياً أنَّ لديه خبرة قويّة في البلّوع وإذ به لا يفهم بإعداد البلّوع إلا على الخفيف، لكنّه ومن شدّة حسده ومعرفته أنّ البلوع يفتّح الذهن والشاهية على العشق ويجعل المرء قادراً على تصميم المغائر خاصة في أعياد الميلاد، فلم يترك أحداً إلا وسأله عن العائلات الأزخينية التي جاءت من آزخ ولحسن حظّه عثر على ثلاث عائلات مخضرمات في إعداد البلوع بطريقة تفوق طريقة العزيزة إبتسام مائة مرة، وبهذا إستطاع أن يحقِّق ما لم استطيع أن احقِّقه بثلث قرن من الزمن، لأن معظم الأزخينيين الذين صادفتهم لسوء حظّي، هنا في ستوكهولم قليلي الخبرة بالبلّوع، حتى أنهم أطلقوا قهقهاتهم حالما سمعوا إسم البلوع ممّا جعلني أن أغسل يدي منهم ومن آزخينيتهم الهشّة، واعتبرتهم هلازخ مهلزخين، حتّى أنني اعتبرتهم أقل من التهلزخ!
خسارة، على أية حال هم سيخسرون، أعود للعزيز سام هذا الذي عرفة أين يكمن مستقبله فركّز الرجل على البلّوع، وطوّر نفسه بلوّعياً، منذ أن عبر البلاد وتعرّف على العباد ..
يبدو أنَّ البلّوع جعلني أن أتوه عن الفكرة التي كنتُ أنوي كتابتها فمن شدة فرحي جعلني هذا الطبق أن أطير فرحاً، ولا أعرف كيف أبدأ وكيف أنتهي، ولكن ليس مهماً أن أعرف كيف أبدأ وكيف أنتهي في إعداد الردّ، المهم كلّ الأهمية أن آكلَ البلّوع بلذّةٍ وشهيةٍ مفتوحة!

هذا ولقصصِ البلّوعِ بقيّة!

تحيّة خاصة إلى العزيزة إبتسام
تحيّة خاصة إلى العزيزة درج الياسمين
تحيّة خاصة لكل من تحبُّ وتعدُّ وجبة البلوع
تحية خاصة لمن يحب ويأكل البلوع بشراهة كبيرة
ولتبقَ وجبات البلّوع لذيذة ومنتشرة في كل المواقع

مع أملنا الكبير أن نرى قريباً جدّاً قاقبة محترمة من الصّمكات تزيّن صدر موقع القامشلي، كي يعلمَ الجميع أنَّ لنا تراثاً بلوعياً محترماً ووجباتٍ صمّكاتية خارقة وخارجة عن المألوف لأنّنا مللنا من المألوف، ولا بدَّ من اِقتحام ما هو غير مألوف!

أينما ذهبنا وأينما حللنا فإنّنا للصمّكاتِ لراجعون!



صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس