تهفو القوافي
تهفو القوافي على أعطاف أشعاري
والنّظمُ يسعى إلى إطلاق إعصاري!
هذا البيانُ بها ينسابُ منصهراً
في عشق وجد على أبواب أسفاري
فيه البليغُ من الألفاظ منسجمٌ
فيه الجزيلُ الذي يحظى بأنصار ِ
ردّي إليّ الذي آثرت ِ آخذة
منّي هواه وما عاينت ِ أعذاري!
منك العيونُ التي أبكتْ مواجعنا
منك الخدودُ التي تاهت بأسرار ِ
تشكو القصيدَ الذي أشجانه بلغتْ
حدّ اكتفاء وفاقتْ كلّ معيار ِ
إنّي أراني على ما فيّ من حمم ٍ
يطغى عليّ المدى جرفاً لأغوار ِ
خفتُ علينا فجئتُ بوحَ قافيتي
ترثي الحروفُ بها من خلف أسوار ِ
منّي مصيري عل كفّ الأبالسة
تقضي بذلّي كما شئت ِبإشعار ِ.
يا ربّة الحسن هل إجماعكنّ أتى
هذا العذاب الذي قد زاد إسكاري؟
بتّ الوحيد الذي لم ينتفعْ أبداً
ممّن أحبّ هوى, لم تنطفئ ناري
أسعى إليك على مجموع أفئدتي
أحبو كظلّ على أوجاع تذكار ِ
أصبو بعشقي ولا زالتْ تعلّلني
منك المراشفُ في خفق لها جار ِ
صبّي غراماً على أضلاع خابيتي
قد أجهد الصّبرُ لم يعبأ بأستاري ِ!
قلبي الرّقيقُ لك يمتدّ أجنحة
يرنو سعيداً إلى فجر ٍ وأسحار ِ
يغدو رشيقاً إذا أكرمت مقدمه
في موكب الزّهر مصحوباً بسمّار ِ
تهفو القوافي على رُسل ٍ لناظمها
وناظم الشّعر قد أقرضتُ قيثاري
دعني أهيمُ على ما فيّ من وجع
شاء الحبيبُ أذى يأتيني في داري
أمري لربّي فلا أقوى أعانده
فنغمةُ العند ما كانت لأوتاري!
حسبي مطيعاً عسى لو جاء يظلمني
يرثي لحالي الذي في علم أخباري!