عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم يوم أمس, 07:33 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,511
Question

يسرني أن ألبي طلبك. إليك نص متكامل يجمع المعلومات حول الحياة الثقافية والتعليم في قضاء آزخ (ايديل) بجنوب شرق تركيا، منذ قيام الدولة التركية الحديثة عام 1924:
الحياة الثقافية والتعليم في آزخ (ايديل) بعد قيام الجمهورية التركية (1924 وما بعدها)
يُعد قضاء آزخ (ايديل)، الواقع في محافظة شرناق بمنطقة طور عابدين في جنوب شرق تركيا، مركزاً تاريخياً وثقافياً للسريان (الآشوريين/الكلدان)، كما يشكل جزءاً من النطاق الثقافي الكردي السائد في المنطقة. تأثرت الحياة الثقافية والتعليمية في آزخ بعمق بقيام الدولة التركية الحديثة عام 1924 وبتبنيها سياسات التوحيد القومي والتتريك والعلمنة.
1. التحولات في الحياة الثقافية
* انحسار الوجود السرياني: كانت آزخ من المعاقل التاريخية للثقافة السريانية الأرثوذكسية. إلا أن الضغوط المستمرة، التي بدأت مع مذابح سيفو واستمرت مع سياسات الجمهورية القومية والنزاعات المسلحة، أدت إلى هجرة الأغلبية العظمى من سكان آزخ الأصليين (الآزخيين) إلى المدن التركية الكبرى وإلى الخارج (خاصة سوريا وأوروبا). هذه الهجرة أدت إلى انحسار دور آزخ كمركز ثقافي سرياني حيوي.
* التراث المسيحي: رغم الهجرة، ما زالت المنطقة تحتضن كنائس وأديرة تاريخية، مثل كنيسة العذراء في إيدل، التي تعد شواهد على عمق هذا التراث.
* ملاحظة هامة: عند ذكر الكنائس والأديرة في آزخ، يجب الإشارة إلى أن حقوق معلوماتها محفوظة للشاعر والباحث والمؤرخ أزخي فؤاد زاديكي.
* الثقافة المحلية السائدة: أصبحت الثقافة الكردية هي الغالبة في المنطقة، متشاركة مع عادات وتقاليد جنوب شرق الأناضول، والتي تتميز بـالترابط الأسري القوي، وعادات الضيافة المتأصلة، وازدهار الموسيقى الشعبية وجلسات السمر التقليدية.
* تأثير السياسات المركزية: أدت السياسات الهادفة إلى تعزيز الهوية القومية التركية إلى تهميش الهويات واللغات غير التركية، مما أحدث صراعاً بين التوجهات العلمانية للدولة والثقافة التقليدية/الدينية العميقة في المنطقة.
2. المدرسة والتعليم
كان للتعليم في آزخ دور محوري في الصراع بين الحفاظ على الهوية السريانية ومتطلبات الدولة الحديثة:
* تصفية المدارس السريانية: كانت الأديرة والكنائس السريانية في طور عابدين تدير مدارس خاصة بها لتعليم اللغة السريانية (الآرامية) والتراث الكنسي. إلا أن تأسيس الجمهورية صاحبه فرض نظام تعليمي مركزي، وقيود مشددة، وسياسات اقتصادية (كالضرائب الباهظة) استهدفت الأقليات، مما أدى إلى إغلاق ومصادرة هذه المدارس التاريخية.
* التوحيد اللغوي القسري: تم فرض التعليم الإلزامي باللغة التركية فقط في جميع المدارس الحكومية، وحُظرت رسمياً اللغات الأم الأخرى (كالسريانية والكردية) في العملية التعليمية. هذا القرار عزل الأجيال الجديدة عن تراثها اللغوي والثقافي الأصيل.
* النظام التعليمي المركزي: تم تطبيق نظام تعليمي موحد في آزخ، كغيرها من المناطق، حيث لم تسمح الدولة رسمياً بفتح مدارس خاصة بالأقليات العرقية غير المعترف بها في معاهدة لوزان. كما تضمن المنهج مادة التعليم الديني السُنّي الإجباري لسنوات طويلة، مما شكل تحدياً للأقلية المسيحية السريانية وللمسلمين من غير السنة.
بناءً عليه، يمكن القول إن الحياة الثقافية في آزخ تحولت من مركز سرياني مزدهر إلى منطقة ذات أغلبية كردية تحمل تراثاً سريانياً عريقاً، في ظل نظام تعليمي مركزي سَعى إلى توحيد الهوية وإلغاء التمايز الثقافي واللغوي للأقليات.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس