لا تستغربي يا أختي جورجيت فالكتاب المقدس يقرّ بحقيقة وجود الأرواح الشريرة والأرواح الخيّرة وأنت تعرفين كم كان ولعي بقراءة قصص السحر والشعوذة وتحضير الأرواح والتنويم المغناطيسي يوم كنا شباباً وهناك قصص واقعية حصلت وتم تسجيلها بحضور أرواح لموتى وهي تحوم في المكان الذي كانت موجودة فيه أو في المكان الذي دفنت فيه إنها قصص رواها شهود عيان وهي ليست من الخيال وإني أؤمن بذلك تماماً وما رأيته وأنا في طريقي إلى شيهر برابيصا يوم أضعت الطريق أمر أرعبني كنت أسير في طريق الفلحان فرأيت مجموعة من الطيور عددها خمسة وهي متسلسلة من الكبير في المقدمة فالأصغر إلى النهاية وليست هنا العجيبة بل أن هذه الطيور كانت تسير على الأرض مثل رتل عسكر وبنظام ودقة وكان على رأس كل واحد منها كمّة خضراء واللباس العام أحمر فيما الأحذية التي كانت ترتديها كانت من اللون الأصفر وحين رأيت هذا المشهد وأنا بمفردي وكان عمري حوالي عشرة سنوات أدركت على الفور أنه ليس أمراً طبيعياً فصلّيت ونظرت إلى الطرف الآخر ولم أنظر خلفي مطلقاً وأنا أروي الحادثة الآن أحس بشعر جسمي يرتفع لقد كان منظراً فظيعاً كما أني وعيسى عوره معاً شاهدنا امرأة ظننا أننا نعرفها ونحن نغادر برابيصا في مرة أخرى ولم نسمع من المرأة في ردّ سلامها سوى صوتاً كطلقة المدفع مما أرعبنا فسأل كلّ منا الأخر هل سمعت؟ فقال نعم. والأنكى من ذلك أننا تذكرنا ونحن في الطريق لا ننظر إلى الوراء أن هذه المرأة كانت متوفية منذ سنوات وهي جارتنا في الحارة (أم المهندس جانو الأشقر) هذا ما حصل معي فكيف لا أصدق غير ما رواه لي أبي وما جرى معه وأنت تعرفينه جيداً حتى تسبب له في انفجار اللغم الأرضي في أثينا عاصمة اليونان ففقد رجله في الحرب قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بيوم واحد فقط حيث سقطت برلين وانتهت الحرب.
فؤاد
|