عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-09-2025, 09:16 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,246
افتراضي

القسم الثاني من ردي على مقال ملفونو ميلاد كوركيس عن المربي الرياضي الرفيق حنا شيعا

١٥ - في أواخر الخمسينيات و أوائل الستينات من القرن الماضي كان بعض شباب السريان يعيدون تمثيل بعض المسرحيات العالمية أمثال في سبيل التاج و سمير اميس و غيرهما على خشبة مسرح مقام في باحة مدرسة الدجلة للسريان الأرثوذكس و أذكر من هؤلاء الشباب المرحوم حنا شيعا و ببو الخياط و الياس عبدال و يعقوب توما و آخرون و لما كان سائدًا من عادات و تقاليد اجتماعية كان كن العسير أن تقوم أيّة إمرأة بأي دور في المسرح حيث كانت النظرة إلى ذلك انُه من الأمور المعيبة و غير المقبولة لهذا اضطروا لأن يقوم بدور امرأة في المسرحية أحد الرجال فلم يتوانَ المرحوم حنا شيعا فقرر و على الفور بأن يلعب دور امرأة، فلو لم يكن واعيًا لدرجة كبيرة و مثقفًا قادرًا على كسر العادات و التقاليد لَمَا كان قام بذلك الدّور و هو موقف يُحسَب له. إنّ هذا يُشير إلى وجود الوعي الثّقافي و المسرحي و الإحساس به لدى شباب السّريان في ديريك و في وقت مبكّر سبقوا غيرهم إلى ذلك بأشواط بعيدة و أزمنةٍ أبعد.
١٦ - على الرّغم من كونه عضو مسؤول في الحزب الشيوعي السوري في ديريك كشخص أممي، فهو كان يشعر بالشّعور القومي السرياني إلى حدّ عميق و كبير، و يعمل من أجله، لقد كان يغرس روح الانتماء القومي في نفوس الشّباب السّرياني و يدفعه إلى وجوب محبّة الوطن بيت نهرين و القومية التي ننتمي إليها و يجعلنا نحمل علم بلاد الرافدين بلونه الأحمر و الأصفر في رحلاتنا المدرسية. كان يجمع بين الصفتين الأمميّة و القومية و يوفّق بينهما كانتماء و التزام.
١٧ - قد يستغرب بعضكم حين يسمعني و أنا أقول: إنّ المربّي و المعلّم حنا شيعا الشيوعيّ كان إنسانًا مؤمنًا، يواظب على كنيسته و يقوم بتعليم تلاميذه الصلوات و الأناشيد الكنسية على الدوام، و يقوم بخدمتها.
١٨ - كان أحبّ ما عليه هو الالتزام بالنّظام و روح الانضباط و ممّا أذكره و رأيته بأمّ العين و رآه كلّ من حضر مباراة الرافدين (فريق السربان) فريق النهضة في ديريك حين كان الملعب البلدي بجانب إعدادي يوسف العظمة أنّ شخصًا يُدعى (جمعة) و هو شقيق صاحب معمل البوز في ديريك بذلك الوقت حاول المرور على أرض الملعب و هو يقود دراجته الهوائية(بسكليت) رأى كلّ من كان حاضرًا كيف جرى إليه المرحوم حنا شيعا بسرعة البرق و قام بلكمه ليسقطه من على البسكليت، لكونه خرق حدود النظام و لم يلتزم بقواعده.
١٩ - حين كنت و عيسى عوري نقوم بزيارة المرحوم في بيته الكائن في حوش حميه العم كپران توما صليبا، كانت له غرفة خاصّة يقوم فيها ببعض التمارين السويدية و التدريبات الرياضية الأخرى ليبقى جسمه رياضيًّا سليمًا.
٢٠ - كان لديه دفتر يسجل فيه في كل مباراة طريقة اللعب و يبيّن خطتي الدّفاع و الهجوم حيث كان يتدارس ذلك مع أعضاء فريق الرافدين و نينوى قبل لعب المباريات المقرّرة ضد الفرق الأخرى كفريق الهومنتمن للأرمن و فريق الكلدان و كان رىيس الفريق سركون شليمون و فريق النهضة للأكراد و كان رئيس الفريق يوسف كامل و فريق رميلان الخ... أي كانت لديه خططه و طرقه الخاصة للعب فريقيه و رأيت بعيني ذلك الدفتر و كيف كان يوزّع الأدوار و حركات التنقّل للاعبين في أرض الملعب في الحالات العادية أو الطارئة أثناء سير المباراة. فهو كان صاحب خطط هجومية و كذلك دفاعية طبّقها على أرض الملعب.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس