🌿 حنينٌ على ضفافِ الغُربةِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يا غُرْبَةَ الرُّوحِ، كَمْ قَاسَيْتُ فِيكِ عَنَا ...وَ الشَّوْقُ فِي القَلْبِ لَمْ يَهْدَأْ، وَ لَا سَكَنَا
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ البُعْدَ يُنْهِكُنِي ... إلَّا وَ رُوحِي هُنَا قَدْ اِرْتَخَتْ وَهَنَا
الدَّارُ تَبْكِي، وَ نَجْمُ اللَّيْلِ يَشْهَدُ لِي ... فِي كُلِّ لَيْلٍ أُنَاجِي الصَّبْرَ مُرْتَهَنَا
كَأَنَّنِي طَائِرٌ، قُصَّ الجَنَاحُ، وَ قَدْ ... أَضْحَى غَرِيبَ الْهَوَى، لَا يَهْتَدِي وَطَنَا
العَيْنُ تَدْمَعُ مِنْ ذِكْرَى مَضَتْ، وَجَعًا ... وَ الْقَلْبُ يَهْتِفُ: يَا لَيْتَ الزَّمَانَ دَنَا
مَتَى أَعُودُ لِأَرْضٍ عِشْتُ نِعْمَتَهَا ... وَ أَرْتَوِي مِنْ حِيَاضٍ كُنَّ لِي سَكَنَا؟
تِلْكَ الدِّيَارُ, الَّتِي أَحْيَا بِسَاحَتِهَا ... رُوحِي تُفَدِّي تُرَابًا، مَنْ سَقَاهُ أَنَا
فَيَا رِيَاحَ الصَّبَا، مِنَّا تَحِيَّتَنَا ... لِأَهْلِ وُدٍّ، بِقَلْبِي خَلَّفُوا شَجَنَا