🕯️ وَجْهُ الشَّوْقِ الْعَارِي
للشاعر السُّورِي: فُؤَاد زَادِيكِي
فِي عَالَمِ الشِّعْرِ، يَكُونُ الْكَلَامُ أَصْدَقَ مَا يَكُونُ، حِينَ يَنْبَعُ مِنْ جُرْحِ الإِحْسَاسِ، لَا مِنْ تَرَفِ البَيَانِ. وَ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ، الَّتِي جَاءَتْ تَحْتَ عُنْوَانِ "وَجْهُ الشَّوْقِ الْعَارِي"، يُجَسِّدُ الشَّاعِرُ السُّورِي فُؤَاد زَادِيكِي لَحْظَةَ انكِسَارٍ وَحِيرَةٍ، حَيْثُ يَفْقِدُ الإِنْسَانُ قُدْرَتَهُ عَلَى البَوْحِ، كَمَا يَعْجِزُ صَمْتُهُ عَنِ الْخَلَاصِ.
تَتَرَاكَبُ الصُّوَرُ الشِّعْرِيَّةُ فِي هَذِهِ الْأبْيَاتِ لِتُكَوِّنَ مَشْهَدًا دَاخِلِيًّا يُعَبِّرُ عَنِ الشَّوْقِ فِي أَقْسَى حَالَاتِهِ، وَ عَنِ الْغِيَابِ كَسُكُونٍ ثَقِيلٍ يُؤَرِّقُ الرُّوحَ، وَ يُذِيبُ مَا تَبَقَّى مِنْ سَلَامٍ.
كَيْفَ أَمْضِي فِي طَرِيقِي ... وَ الرُّؤَى وَجْهُ الظَّلَامِ؟
وَ الْمَنَافِي فِي دُخُولٍ ... لِلْخُطَى فَوْقَ الرُّكَامِ؟
دَاخِلِي يَحْيَا شُحُوبًا ... ضَاعَ فِي جَوْفِ الْمَنَامِ
قَدْ خَلَتْ كَفِّي، وَ صَارَتْ ... دُونَ حَالِ الِاحْتِكَامِ.
وَ الْعُيُونُ الْخُضْرُ مِنْهَا ... أَضْرَمَتْ نَارَ الغَرَامِ
أَيُّ صَبْرٍ لِي وَ قَلْبِي ... فِي تَبَارِيحِ الهُيَامِ؟
كُلَّمَا أَخْفَيْتُ وَجْدِي ... فَاضَ دَمْعِي بَانْهِزَامِ
لَمْ يَعُدْ لِي مِنْ مَجَالٍ ... إِنْ لِلَوْمٍ أَوْ خِصَامِ.
كَيْفَ أُخْفِي وَجْهَ شَوْقٍ ... قَدْ تَعَرَّى مِنْ لِثَامِ؟