سِحْرُهَا للشاعر السوري: فؤاد زاديكى سِحرٌ بَدَتْ من حُسْنِهِ الأنوَارُ ... إذْ راق
سِحْرُهَا
للشاعر السوري: فؤاد زاديكى
سِحرٌ بَدَتْ من حُسْنِهِ الأنوَارُ ... إذْ راقَصَتْ ذَاكَ الدُّجَى أقمَارُ
تَمشِي الهُوَيْنَى، و العُيٌونُ أسِيرَةٌ ... وَ لَها على لُبِّ الفُؤادِ مَسَارُ
نُعْمَاكِ في خَطْوِ الحَرِيرِ تَدلُّنِي ... أنَّ الجمَالَ بَمَشْيكِ المِقدَارُ
عَينانِ، إنْ نَظَرتْ، تَبُوحُ بسِرِّها ... وَكأنَّ سِحْرَها دائمًا فَوَّارُ
و جَبِينُها البَدرُ المُضِيءُ برِقّةٍ ... تَرنُو إليهِ فَتَنْجَلِي الأسرَارُ
و الشَّعرُ لَيلٌ، في انسِدَالِهِ فِتنَةٌ ... يَختَالُ مِنْهَا في الظَّلَامِ نَهَارُ
صَوتٌ كماءِ النُهرِ حينَ تلوَّنتْ ...فيه العُذُوبةُ، و انثَنَى الإكبَارُ
كلُّ الرّجالِ إذا رأوكِ تَعَلّقُوا ... بِحَبالِ سِحرِكِ، مَا لَهُمْ إنكَارُ
فاغْضِي، رُوَيدَكِ، يا مَليكةَ فِتْنَتِي ... إنّي على بابِ الجوى مِسْمَارُ
يا وردةً فاحَ الزّمانُ بِعِطرِها ... و تنفَّسَتْ في نَبْضِها الأشعَارُ
خَدَّاكِ إن لامَسْتِ فيهِمَا نَسمَةً ... ذَابتْ بها الأروَاحُ و الأحجَارُ
و الثّغرُ، إنْ بَسَمَ الزّمَانُ كأنّهُ ... نَغَمٌ تُحَاكِي لحنَهُ الأوتَارُ
إن قُلتِ "لا"، فالكونُ يَرجُفُ لَحظةً ... و تَضِيقُ من سَعَةِ المَدَارِ الدَّارُ
و إذا رضيتِ، فكلُّ شيءٍ مُزهِرٌ ... و تَغِيبُ عن ذِكرِ الأسَى الأقدَارُ
يا حُلْمَ مَلْهُوفٍ يُعَانِقُ ظِلَّهُ ... و الشّوقُ في أحداقِهِ دَوَّارُ
صُونِي جَمالَكِ عن عَيُونٍ مَطَامِعٍ ... فيهَا الهَلاكُ، و في هوَاها العَارُ
فَإنْ نَأيتِ، فَهَلْ أرَاكِ بٍخَاطِرِي؟ ... أم قد تُغيبُكِ عَنْ دَمِي الأسفَارُ؟
قد كُنتِ لِي وَطَنَ الحَنِينِ، فإنْ غَفَتْ ... عَينَاكِ، ماتَ الحٌلْمُ و الإصْرَارُ
يا زَهرةً نامتْ على حُلُمِي، أمَا ... آنَ الأوَانُ، لِيُثْمِرَ الإزهَارُ؟
عُودِي إليَّ، فَمُهْجَتِي مِنْ بُعْدِهَا ... بِيَدِ الأسَى و الوجْدُ مِنْهَا النَّارُ
واللهِ ما نُطِقَ الغرامُ بِغَيرِها ... إنّ الغَرامَ لوجهِهَا مُحتَارُ
__________________
fouad.hanna@online.de
|