عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-05-2025, 01:18 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,936
افتراضي سِحْرُهَا للشاعر السوري: فؤاد زاديكى سِحرٌ بَدَتْ من حُسْنِهِ الأنوَارُ ... إذْ راق

سِحْرُهَا

للشاعر السوري: فؤاد زاديكى

سِحرٌ بَدَتْ من حُسْنِهِ الأنوَارُ ... إذْ راقَصَتْ ذَاكَ الدُّجَى أقمَارُ

تَمشِي الهُوَيْنَى، و العُيٌونُ أسِيرَةٌ ... وَ لَها على لُبِّ الفُؤادِ مَسَارُ

نُعْمَاكِ في خَطْوِ الحَرِيرِ تَدلُّنِي ... أنَّ الجمَالَ بَمَشْيكِ المِقدَارُ

عَينانِ، إنْ نَظَرتْ، تَبُوحُ بسِرِّها ... وَكأنَّ سِحْرَها دائمًا فَوَّارُ

و جَبِينُها البَدرُ المُضِيءُ برِقّةٍ ... تَرنُو إليهِ فَتَنْجَلِي الأسرَارُ

و الشَّعرُ لَيلٌ، في انسِدَالِهِ فِتنَةٌ ... يَختَالُ مِنْهَا في الظَّلَامِ نَهَارُ

صَوتٌ كماءِ النُهرِ حينَ تلوَّنتْ ...فيه العُذُوبةُ، و انثَنَى الإكبَارُ

كلُّ الرّجالِ إذا رأوكِ تَعَلّقُوا ... بِحَبالِ سِحرِكِ، مَا لَهُمْ إنكَارُ

فاغْضِي، رُوَيدَكِ، يا مَليكةَ فِتْنَتِي ... إنّي على بابِ الجوى مِسْمَارُ

يا وردةً فاحَ الزّمانُ بِعِطرِها ... و تنفَّسَتْ في نَبْضِها الأشعَارُ

خَدَّاكِ إن لامَسْتِ فيهِمَا نَسمَةً ... ذَابتْ بها الأروَاحُ و الأحجَارُ

و الثّغرُ، إنْ بَسَمَ الزّمَانُ كأنّهُ ... نَغَمٌ تُحَاكِي لحنَهُ الأوتَارُ

إن قُلتِ "لا"، فالكونُ يَرجُفُ لَحظةً ... و تَضِيقُ من سَعَةِ المَدَارِ الدَّارُ

و إذا رضيتِ، فكلُّ شيءٍ مُزهِرٌ ... و تَغِيبُ عن ذِكرِ الأسَى الأقدَارُ

يا حُلْمَ مَلْهُوفٍ يُعَانِقُ ظِلَّهُ ... و الشّوقُ في أحداقِهِ دَوَّارُ

صُونِي جَمالَكِ عن عَيُونٍ مَطَامِعٍ ... فيهَا الهَلاكُ، و في هوَاها العَارُ

فَإنْ نَأيتِ، فَهَلْ أرَاكِ بٍخَاطِرِي؟ ... أم قد تُغيبُكِ عَنْ دَمِي الأسفَارُ؟

قد كُنتِ لِي وَطَنَ الحَنِينِ، فإنْ غَفَتْ ... عَينَاكِ، ماتَ الحٌلْمُ و الإصْرَارُ

يا زَهرةً نامتْ على حُلُمِي، أمَا ... آنَ الأوَانُ، لِيُثْمِرَ الإزهَارُ؟

عُودِي إليَّ، فَمُهْجَتِي مِنْ بُعْدِهَا ... بِيَدِ الأسَى و الوجْدُ مِنْهَا النَّارُ

واللهِ ما نُطِقَ الغرامُ بِغَيرِها ... إنّ الغَرامَ لوجهِهَا مُحتَارُ
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس