مشاركتي على برنامج مسابقة بوح الصورة في الملتقى الثقافي العربي من إعداد و تقديم السيد
مشاركتي على برنامج مسابقة بوح الصورة في الملتقى الثقافي العربي من إعداد و تقديم السيدة نور الهدايا
أَتَحَرَّرُ مِنْ قُيُودِ سَجَّانِي
بقلم: فُؤَاد زَادِيكِي
أَتَحَرَّرُ مِنْ قُيُودِ سَجَّانِي، الَّتِي ظَلَّتْ تُكَبِّلُنِي وَ تَسْجِنُنِي فِي غُرْفَةٍ ضَيِّقَةٍ مِنَ الخَوْفِ وَ الإِذْعَانِ.
لَقَدْ كَانَتْ قُيُودًا غَيْرَ مَرْئِيَّةٍ، لَكِنَّهَا أَوْجَعَتْنِي أَكْثَرَ مِنْ سِلْسِلَةٍ مِنْ حَدِيدٍ.
كُنْتُ أَمْشِي وَ أَتَنَفَّسُ، وَ لَكِنِّي لَمْ أَكُنْ حَيًّا حَقًّا.
كَيْفَ أَكُونُ حَيًّا وَ أَنَا أَخْشَى التَّفْكِيرَ، وَ أَتَوَجَّسُ مِنَ الكَلاَمِ، وَ أَتَلَفَّتُ خَلْفِي كُلَّمَا نَطَقْتُ بِحَقٍّ؟
سَجَّانِي لَيْسَ شَخْصًا وَاحِدًا، إِنَّهُ نِظَامٌ وَ خَوْفٌ وَ تَقَالِيدُ.
هُوَ كُلُّ مَنْ حَاوَلَ أَنْ يُقَنِّنَ لِي مَا يَجِبُ أَنْ أُفَكِّرَ فِيهِ، وَ مَا لا يَجِبُ.
هُوَ كُلُّ مَنْ كَتَبَ لِي قَامُوسَ الحَقِّ وَ البَاطِلِ، ثُمَّ أَجْبَرَنِي عَلَى حِفْظِهِ.
وَ أَنَا، فِي ضَعْفِي، قَبِلْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى أَصْبَحْتُ سَجِينًا رَاضِيًا.
لَكِنَّ رُوحِي لَمْ تَقْبَلِ الإِسْتِعْبَادَ إِلَى الأَبَدِ.
صَوْتٌ خَفِيٌّ فِي أَعْمَاقِي كَانَ يَهْتِفُ: "تَحَرَّرْ!".
وَ فِي لَحْظَةِ صَحْوَةٍ، رَفَضْتُ القَيْدَ، وَ كُسِرَ القَفَصُ.
فَأَنَا لَسْتُ ضَعِيفًا، بَلْ أُرِيدُ الحَيَاةَ بِكَرَامَةٍ وَ وَعْيٍ.
التَّحَرُّرُ لَيْسَ هُرُوبًا، بَلْ هُوَ وُقُوفٌ فِي وَجْهِ السَّجَّانِ وَ قَوْلُ: "كَفَى!".
هُوَ أَنْ تَفْتَحَ نَافِذَةً فِي جِدَارِ الزَّنْزَانَةِ، لِيَدْخُلَ الضَّوْءُ وَ تَتَنَفَّسَ الحُرِّيَّةُ.
لَنْ أَتَرَدَّدَ بَعْدَ اليَوْمِ فِي رَفْضِ مَا يُؤْذِينِي، وَ لَنْ أُجَامِلَ مَنْ يَخْنُقُ صَوْتِي.
سَأُصْغِي إِلَى ذَاتِي، وَ أَكْتُبُ حَقِيقَتِي، وَزلَنْ أَسْمَحَ لِسَجَّانِي أَنْ يُعِيدَنِي.
قَدْ يُهَدِّدُنِي، قَدْ يُشَوِّهُنِي، وَ لَكِنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيعَ أَنْ يُسْكِتَنِي.
فَالتَّحَرُّرُ لَيْسَ طَرِيقًا سَهْلًا، وَ لَكِنَّهُ الطَّرِيقُ الأَوْحَدُ لِلنُّضْجِ وَ الحَيَاةِ.
سَأَمْضِي فِي طَرِيقِي، بِثِقَةٍ وَ كِبْرِيَاءٍ.
وَ إِنْ تَعَثَّرْتُ، فَسَأَقُومُ، فَالقَيْدُ لَنْ يَعُودَ إِلَى يَدَيَّ.
وَ أُعْلِنُهَا بِفَخْرٍ:
أَتَحَرَّرُ مِنْ قُيُودِ سَجَّانِي... لِأَكُونَ أَنَا.
__________________
fouad.hanna@online.de
|