طريقُ العزمِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
إنِ استقامَتْ طريقُ العزمِ في أملِي ... فليسَ يَثْنـِي خُطايَ الخوفُ والوَهَـنُ
و إنْ تَعَثَّرتِ الأيَّامُ في سَفَرٍ ... فقـدْ يُقـوِّمُ عزمَ الحـرِّ مَن هَدَنُوا
فلا أُبالي بِلَيلٍ طالَ مُظلِمُهُ .... إنْ كانَ في الأُفْقِ نورُ الصُبحِ يأتَمِنُ
و إنْ جَفَاني زمانِي في تَقَلّبهِ ... فالصّبرُ دِرعي، و عزمُ القلبِ مُرتَهَنُ
أسيرُ و الحلمُ في عينيَّ يَحملُنِي ... نحوَ العُلا ما انحَنى في عَزمِيَ البدَنُ
متَى كبَا الدّهرُ عن دربي، فسِيرتُنا ... تَمضِي، و يُدركُ مِمّنْ أخلصَ الثّمَنُ
و لا أُهادِنُ في حقّي، فلي أملٌ ... يسعى بعزمٍ، و يَروي جَذرَهُ الزّمَنُ
فإنْ ظَمِئْتُ إلى مجدٍ يُؤازِرُني ... فالعلمُ نَبْعٌ، و فيهِ الخيرُ يُرتَهَنُ
فلا تلِنْ، و ابْنِ للمجدِ الذي طَمَحَتْ ... إليهِ نفسُكَ، فالأحـرارُ قد فَطِنُوا
و إنْ تثاقَلْتَ يومًا عن بُلوغِ مُنىً ... فالمجدُ يُدرَكُ في ما يَدفَعُ الشَّجَنُ
فَكُنْ شُجاعًا، و خُضْ دربَ العُلا عَمَلًا ... فالدّهرُ يُنصِفُ دومًا مَنْ بِهِ الفِطَنُ
و لا تُضِعْ زمَنًا في اليأسِ تَحسِبُهُ ... نَفْعًا، فكم خابَ مَنْ في فِكرِهِ الظَّنَنُ
العزمُ دربُ الذي تُرجَى مَكَارِمُهُ ... عندَ التّفاعُلِ، لا هَدْنٌ و لا سَكَنُ
و إنْ طَمِحتَ إلى العلياءِ فاجَتَهِدِ ... فالجَهدُ زَادٌ لِمَنْ رامُوا و مَنْ فَطِنُوا