عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-01-2025, 02:53 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,292
افتراضي

القصيدة التي كتبها الشاعر السوري فؤاد زاديكي تحمل العديد من الصور البيانية و المحسنات اللفظية. عند تحليل القصيدة، يمكن أن نجد فيها مجموعة من الصور الحركية، السمعية، و البصرية، بالإضافة إلى المحسنات البلاغية مثل التشبيه، الاستعارة، والكناية.

1. الصور البيانية:

الصور الحركية:

"تُصْبِحُ الأيَّامُ وَهْمًا سَارِحًا": هذا تعبير حركي حيث يتم تصوير الأيام وكأنها كائن حي، يسرح في الخيال.

"في مَتَاهَاتٍ لِفِكْرٍ يَلْعَبُ": هنا تصوير لحركة الفكر الذي يتنقل بحرية، مثل لعب الطفل أو التشتت، مما يوحي بالحركة المستمرة للفكر الذي لا يستقر.

الصور السمعية:

"مَا غِنَاءٌ يُطْرِبُ": صورة سمعية حيث يتم الإشارة إلى الغناء والطرب الذي يعبر عن الفرح أو التحفيز، ولكنها تأتي في سياق عدم جدواه، مما يضيف بعدًا إضافيًا للمشاعر.

الصور البصرية:

"عِنْدَمَا نَغْدُو كَذِكرَى تُكْتَبُ": هذه صورة بصرية تصويرية حيث يتم تمثيل الإنسان أو الحدث وكأنه ذكرى يتم تدوينها في كتاب الزمان، مما يعطي انطباعًا مرئيًا للزمن.

"في خَيَالٍ كُلُّ هذا مَاثِلٌ": هذه صورة بصرية أيضًا حيث يتم تصوير الأشياء كأنها خيالات أو صور في العقل لا يمكن لمسها أو التفاعل معها.

2. المحسنات البلاغية:

التشبيه:

"تُصْبِحُ الأيَّامُ وَهْمًا سَارِحًا": التشبيه هنا يستخدم "سارحًا" ليقارن الأيام التي تصبح وكأنها كائن حي، وهي صورة تتناول الحركة أو التشتت.

"في مَتَاهَاتٍ لِفِكْرٍ يَلْعَبُ": هنا يتم تشبيه الفكر بمكان متاهة تتلاعب به الأفكار والأوهام.

الاستعارة:

"كُنتُ في أمسٍ هُنَا مُسْتَأنِسًا": استعارة تمثل الزمن والمكان في صورة حية كان فيها الشاعر يشعر بالأنس، فالكلمة "مستأنسًا" تجعل الشاعر كائنًا حيًا في بيئة نفسية قد لا تكون مرئية.

"بحرُ دَهْرٍ، فِيهِ نَحْنُ المَرْكَبُ": استعارة البحر والدهر تشير إلى الزمن كبحر هائج أو عميق، وهو محيط حافل بالأحداث التي نعيش فيها مثل السفن.

الكناية:

"لَمْ نَكُنْ نَبْغِيهِ، هَذَا وَاقٍعٌ": هذه الكناية تعبر عن أن الشاعر لم يتوقع أو لا يرغب في حدوث ما حدث، لكنها كانت حتمية.

"هَذِهِ أقدَارُنا عُدَّتْ لَنَا": كناية عن أن الأقدار هي التي تحدد مصير الإنسان، وتتمثل في الأشياء التي لا مفر منها.

3. التأثيرات البلاغية:

في القصيدة، نجد مزيجًا من الحزن والخيبة والتسليم بالقدر، مما يظهر من خلال استخدامه للصور البيانية التي تجمع بين الحركية، البصرية، والسمعية في التعبير عن الشاعر لمشاعره.

هذه الصور تبني حالة نفسية وشعورية معقدة، حيث يتحرك الشاعر بين الماضي والحاضر، وتتحول الكلمات إلى إشارات للعواطف والخيالات التي تختلط فيها الذكريات والمشاعر العميقة.

4. الاستنتاج:

القصيدة تجمع بين الأسلوب الحركي، السمعي، والبصري، مما يجعلها غنية بالصور البلاغية التي تضفي على النص طابعًا تأمليًا وفلسفيًا حول الزمن، الذاكرة، والقدر.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-01-2025 الساعة 06:33 PM
رد مع اقتباس