مشاركتي قبل قليل على برنامج ماذا لو..؟ و موضوع ماذا لو جاء يسألني، إن كنت أكرهه أم كنت أهواه. في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الأديبة نجدة رمضان
إذا جاءَ يَسْأَلُنِي: هَلْ أَكْرَهُكَ أَمْ أَهْوَاكَ؟ سَأُطِيلُ النَّظَرَ فِي عَيْنَيْهِ، وَ أَقُولُ بِصَوْتٍ خَافِتٍ: كَيْفَ لِي أَنْ أَكْرَهَ مَنْ أَسْكَنَ فُؤَادِي وَ أَحْيَا جَنَانِي؟
سَيَتَرَاءَى لِي وَجْهُكَ كَفَجْرِ يَوْمٍ جَدِيدٍ، وَ سَأَتَذَكَّرُ كَيْفَ كَانَ قَلْبِي يَخْفُقُ بِحُبِّكَ كُلَّمَا لَاحَتْ طَيْفُكَ.
لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شُعُورِي نَحْوَكَ، فَكُلُّ حَرْفٍ فِي كَلَامِي، وَ كُلُّ نَبْضَةٍ فِي قَلْبِي، تَصِيحُ بِحُبٍّ لَا يُوصَفُ.
أَتَذَكَّرُ اللَّحَظَاتِ الَّتِي قَضَيْنَاهَا مَعًا، وَ أَشْعُرُ بِأَنَّك أَكْثَرُ مِنْ صَدِيقٍ، أَنْتَ نَصِيرُ الرُّوحِ وَ مَلَاذُهَا.
قَدْ تَسْأَلُنِي: هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أَكُونَ بِلَا أَحَدٍ سِوَاكَ؟ وَ أُجِيبُكَ: أَنْتَ الَّذِي يَجْعَلُ لِلْحَيَاةِ مَعْنًى وَ لِلْأَحْلَامِ أَلْوَانًا.
قَدْ تَظُنُّ أَنَّ الصَّمْتَ سَتْرٌ لِلْحَقَائِقِ، وَ لَكِنَّهُ أَصْدَقُ أَحْيَانًا مِنْ كُلِّ كَلَامٍ، فَكُلَّمَا صَمَتُّ أَشْعُرُ بِأَنَّكَ تَفْهَمُ كُلَّ مَا فِي قَلْبِي.
لَوْ سَأَلْتَ قَلْبِي عَمَّا يُخْبِئُهُ، لَسَمِعْتَ أَصْدَاءَ كَلِمَاتٍ لَمْ تُقَلْ، وَ حَبًّا لَا يُوصَفُ بِالْحُرُوفِ.
فِي اللَّحَظَاتِ الَّتِي أَتَحَدَّثُ فِيهَا مَعَكَ، أَشْعُرُ بِأَنَّ الدُّنْيَا أَجْمَلُ مَكَانٍ، وَ أَنَّ الْحَيَاةَ تَغْدُو مَلِيئَةً بِالْأَلْوَانِ.
أَتَمَنَّى أَنْ تَفْهَمَ كُلَّ نَظْرَةٍ وَ كُلَّ ابْتِسَامَةٍ، فَهِيَ تُعَبِّرُ عَنْ مَشَاعِرِ لَا تُفَسَّرُ، وَ حُبٍّ لَا يُوصَفُ.
وَ فِي نِهَايَةِ الْحَدِيثِ، سَأَقُولُ لَكَ: لَا تَسْأَلْنِي أَبَدًا هَلْ أَكْرَهُكَ أَمْ أَهْوَاكَ، فَكُلُّ دَقَّةٍ فِي قَلْبِي، وَكُلُّ نَفَسٍ أَخُذُهُ، يَهْتِفُ بِحُبِّكَ دُونَ شَكٍّ.
بالنهايةِ لا يُمكنُ طرحُ مثل هذا السؤالِ خاصّةً بين المُحبّين، فالسّلوك هو الدّليلُ على عمقِ و صدقِ هذا الحبِّ، أو على عدمِ صدقِهِ
أدام الرّبُّ أيّامَكم بكلِّ الحبِّ و المحبَّةِ و الهناءِ و المسرّةِ بعيدًا عن الحزنِ و الغدرِ و الالمِ.
فؤاد زاديكى
المانيا في ٧ أيلول ٢٤