
07-08-2024, 01:21 AM
|
 |
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,915
|
|
الشُّعُورُ بِمُتْعَةِ العَطَاءِ بقلم: فُؤَاد زَادِيكِى
الشُّعُورُ بِمُتْعَةِ العَطَاءِ
بقلم: فُؤَاد زَادِيكِى
عِنْدَمَا نُعْطِي، نَخْتَبِرُ تَجْرِبَةً إِنْسَانِيَّةً فَرِيدَةً تَمْزِجُ بَيْنَ العَطَاءِ وَ الِامْتِنَانِ. هَذَا الشُّعُورُ يُوقِظُ فِينَا إِحْسَاسًا عَمِيقًا بِالرَّاحَةِ وَ الرِّضَا الدَّاخِلِيِّ، حَيْثُ يَمْتَزِجُ العَطَاءُ بِمَشَاعِرِ الحَنَانِ وَ الإِيثَارِ. فَالعَطَاءُ لا يَقْتَصِرُ فَقَطْ عَلَى تَقْدِيمِ المَالِ أَوِ الأَشْيَاءِ المَادِّيَّةِ، بَلْ يَتَعَدَّاهُ لِيَشْمَلَ الوَقْتَ وَالاِهْتِمَامَ وَ العِنَايَةَ بِالآخَرِينَ. عِنْدَمَا نُقَدِّمُ شَيْئًا مِنْ أَنْفُسِنَا، نَمْنَحُ الآخَرِينَ فُرْصَةً لِلشُّعُورِ بِالاِهْتِمَامِ وَ المُشَارَكَةِ. وَ بِالمُقَابِلِ، نَحْصُلُ عَلَى شُعُورٍ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَ الاِسْتِقْرَارِ يُغْمِرُ أَرْوَاحَنَا، وَ يُعَمِّقُ الرَّوَابِطَ الإِنْسَانِيَّةَ بَيْنَنَا.
العَطَاءُ يُعَزِّزُ مِنْ قِيَمِ التَّسَامُحِ وَ التَّوَاصُلِ بَيْنَ النَّاسِ، وَ يُسْهِمُ فِي بِنَاءِ مُجْتَمَعَاتٍ أَكْثَرَ تَرَابُطًا وَ تَمَاسُكًا. إِنَّهُ يُذَكِّرُنَا بِأَهَمِّيَّةِ التَّوَاصُلِ الإِنْسَانِيِّ وَ يَفْتَحُ لَنَا أَبْوَابًا جَدِيدَةً مِنَ التَّفَاعُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ، مِمَّا يُعَزِّزُ مِنْ سَلَامِنَا الدَّاخِلِيِّ وَ يُقَوِّي مِنْ شُعُورِنَا بِالاِنْتِمَاءِ إِلَى مُجْتَمَعٍ أَرْحَبَ وَ أَشْمَلَ.
إِذًا، العَطَاءُ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ فِعْلٍ، إِنَّهُ حَالَةٌ مِنَ الوُجُودِ تُسَاهِمُ فِي تَحْقِيقِ السَّلَامِ الدَّاخِلِيِّ وَ النَّفْسِيِّ، وَ تَبْنِي جُسُورًا مِنَ الثِّقَةِ وَ المَحَبَّةِ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ الآخَرِينَ.
أَلْمَانِيَا فِي ٢ أَيْلُول ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de
|