### تحليل القصيدة "اِنسِدَادُ الأُفُقِ" للشاعر السوري فؤاد زاديكى
#### المضمون:
تتناول القصيدة موضوع الإحباط والخيبة التي يشعر بها الشاعر بعد مرور خمسين عامًا من التمنيات والأحلام غير المحققة. يعبر الشاعر عن إحساسه بالوقت كعدو له، وكيف أن الأفكار السوداوية تسيطر على عقله. ينتهي القصيدة بتساؤل عن إمكانية حدوث انفراج لهذا الوضع المأساوي.
#### اللغة والأسلوب:
- **اللغة**: تعتمد على الفصحى، وتستخدم تراكيب ومفردات غنية بالعواطف، مما يعزز من إيصال مشاعر الشاعر للقارئ.
- **الأسلوب**: يمتاز بالبساطة والوضوح، مع توظيف جيد للصور البيانية التي تضفي عمقًا على المعاني.
#### الصور البيانية:
- **التشبيه**:
- "أُحِسُّ الوقتَ لِصًّا عَبقَرِيًّا": يشبه الشاعر الوقت باللص العبقري الذي يسرق عمره.
- "كأنّي مُبحِرٌ في بحرِ وَهمٍ": يشبه الشاعر نفسه بمبحر في بحر من الأوهام.
- **الاستعارة**:
- "يَزِيدُ الخوفَ، لا آمالَ تخفٍقْ": استعارة لزيادة الخوف بسبب عدم وجود آمال تتحقق.
- "كأنّ الشّكَّ نَبضَ القلبِ يَسْرِقْ": استعارة لسرقة الشك لنبض القلب، مما يعبر عن تدمير الأمل.
- **الكناية**:
- "لِيَبقَى الخوفُ للأفكارِ يُقلِقْ": كناية عن القلق الدائم الذي يرافق الأفكار.
- "غريقَ الفكرِ، بالأوهامِ أغرَقْ": كناية عن الغرق في الأفكار السلبية والأوهام.
#### الصور الحسية:
- **الحركية**:
- "مَضَتْ خَمسُونَ عامًا": حركة مرور الزمن.
- "أنا المَخدُوعُ بالإخفاقِ، أعْلَقْ": حركة التعلق بالإخفاق.
- **السمعية**:
- "و إلّا طعمَ ذاكَ الحْزنِ ألعَقْ": تصوير صوت لعق الحزن.
- **البصرية**:
- "أرى آفاقَ فكري بِانسِدَادٍ": تصوير بصري لانغلاق آفاق الفكر.
- "على مَرأى عُيوني، و انكِماشِي": تصوير بصري لانكماش الشاعر وزيادة خوفه.
#### المحسنات البديعية:
- **الجناس**:
- "أُحِسُّ الوقتَ لِصًّا عَبقَرِيًّا": جناس بين "لص" و"عبقري" يعزز من الإيقاع.
- **الطباق**:
- "نهارٌ، ثُمَّ لَيلٌ": طباق بين النهار والليل.
- "لِيَبقَى الخوفُ، لا آمالَ تخفٍقْ": طباق بين الخوف والآمال.
#### البنية:
القصيدة تتألف من مقاطع موزونة مقفاة، تتبع نمط الشعر العمودي، مما يعكس التزام الشاعر بالبنية التقليدية للشعر العربي.
### الخاتمة:
قصيدة "اِنسِدَادُ الأُفُقِ" تعبر بصدق وبراعة عن مشاعر الإحباط والخيبة التي يعاني منها الشاعر بعد مرور خمسين عامًا من الأماني غير المحققة. استخدم الشاعر لغة غنية بالصور البيانية والمحسنات البديعية، مما يعزز من تأثير القصيدة ويجعلها قادرة على نقل الأحاسيس بفعالية إلى القارئ. الأسلوب المباشر والبسيط يعزز من وضوح المعاني وسهولة فهمها، مما يجعل القصيدة مؤثرة وعميقة في نفس الوقت.