اِنسِدَادُ الأُفُقِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
مَضَتْ خَمسُونَ عامًا، و الأمانِي ... على حالٍ، و ما شَيءٌ تَحَقَّقْ
هِيَ الأعوامُ تَمضِي دونَ عَودٍ ... لِيَبقَى الخوفُ للتّفكيرِ مُقْلِقْ
أُحِسُّ الوقتَ لِصًّا عَبقَرِيًّا ... أنا المَخدُوعُ بالإخفاقِ، أعْلَقْ
فلا يمضي نهارٌ، ثُمَّ لَيلٌ ... و إلّا طعمَ ذاكَ الحْزنِ ألعَقْ
أُداري خَيبَتي، لكنّ عندي ... قَوِيٌّ هاجِسِي، و البابُ مُغْلَقْ
كأنّي مُبحِرٌ في بحرِ وَهمٍ ... و أهوائي بما فيها، تُحَلِّقْ
على مَرأى عُيوني، و انكِماشِي ... يَزِيدُ الخوفُ، لا آمالَ تخفٍقْ
أرى آفاقَ فكري بِانسِدَادٍ ... كأنّ الشّكَّ نَبضَ القلبِ يَسْرِقْ
فهل يومًا سَيأتي اِنفِراجٌ ... لهذا الوهمِ، بابَ النَّشْرِ أطرُقْ؟
أراني مُحْبَطًا، لا جَدوَى مِنّي ... عَصِيَّ الفكرِ، بالأوهامِ أغرَقْ
مَضَتْ خمسون عامًا بِاحتِرَاقٍ ... أرى المَحصُولَ بالعينينِ، يُحْرَقْ
شُعُوري صادِقٌ، في كلِّ هذا ... على نفسي، و ما بالحالِ أُشْفِقْ
المانيا في ١٧ تموز ٢٤