قومُ الغباءِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
قَومُ الغباءِ، بِجَهْلٍ أحمَقٍ نَطَقُوا ... حيثُ افتِخَارٌ بِهِ، و الوَصفُ يَنْطَبِقُ
ما مِنْ سبيلٍ سِوى دِينٍ يُحَرّكُهُمْ ... كلَّ القواعِدِ و الأخلاقِ قد خَرَقُوا
كُرْهٌ يُفَجِّرُ إحساسًا، و يَدفَعُهُ ... نَحوَ الجرِيمةِ، و الإجرامُ مُنْطَلَقُ
الظَّنُّ منهم على أهوائِهِ تَرَفٌ ... هُمْ "خَيرُ قومٍ على الإيمانِ قد خُلِقُوا"
هذا الهُراءُ، الذي لا شكَّ يَجعَلُهُمْ ... مِنْ أسوَأِ الخَلْقِ، فالآياتُ تُمْتَشَقُ
كالسّيفِ حينًا، و أحيانًا كعاصِفَةٍ ... هَوجاءَ تَسْحَقُ، و الأجواءُ تَحتَرِقُ
هذي مَعالِمُ آفاقٍ، تُمَيِّزُهُم ... مِنها لِغَزوٍ و ظُلمِ النّاسِ، اِنْطَلَقُوا
صوتُ التَّبَاهِي بِفَخرٍ، ظلَّ مَنطِقَهُم ... يومًا بِعَدلٍ و رُوحِ الحقِّ، لم يَثِقُوا
قومُ الجَهالَةِ، و الإظلامُ مُرشِدُهْم ... لا نُورَ يُقْبَلُ، في تَخبيصِهِم طُرُقُ
لو عاشُوا يومًا بِوَعيٍ، دُونَ خَرْبَطَةٍ ... ما كانَ كُرهٌ، و لا ساءَتْ لَهُم خُلُقُ
هذي حقيقةُ أفكارٍ، تُسَيِّرُهُم ... سَيرًا، تَقُودُ الخُطَا، و الكونُ يَخْتَنِقُ
مِمَّا غُبَارٌ و أوساخٌ بِفِكْرِهِمُ ... سادَتْ قُرُونًا، و ما عنْها، هُمُ افتَرَقُوا
لا "حَمْدَ يُحْمَدُ" في قَولٍ، يُكَرِّرُهُ ... هذا القَطِيعُ، و ما بالقَولِ قد صَدَقُوا
هُم لا يَرَونَ سِوى ما يَبْتَغُونَ، و ذَا ... مَنْحَى هَلاكٍ، بِهِ، الإفلاسُ و الغَرَقُ
المانيا في ٢٥ حزيران ٢٤