بَحْرُ الحَيَاةِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أَفِضْ يا بَحْرُ مَوجًا ساقِيَا ... حَتّى يَظلَّ الرّيُّ عَهْدًا بَاقِيَا
فالنّفسُ عَطشَى، مِنْ مُنَاها رَغبةٌ ... أنْ تَحفَظَ الأيّامُ هذا الرَّاقِيَا
يُعطِي عطاءً زاخِرًا، لا يَنْتَهِي ... مِنْ كلِّ إيذاءٍ يَكُونُ الوَاقِيَا
يا أيُّها البحرُ المُنَاجِي وَحدَتِي ... قد غابَ فجرُ الصُّبحِ عنْ إشْرَاقِيَا
أحسَسْتُ أنّ البُعدَ أضحى مَأتَمًا ... زادتْ معَ استِعطَافَةٍ أشوَاقِيَا
لا تَسْتَخِفِّ اليومَ فيما قُلتُهُ ... ما غابَ عنْ نَجوى هوًى إطرَاقِيَا
مِنكَ انتِشاءُ الرّوحِ في وجدانِهِ ... تَسْعَى إلى استدراكِهِ آفَاقِيَا
دُمْ يا هَديرَ البحرِ في موجٍ عَلَا ... شوقًا و إحساسًا وَ طيبًا ساقِيَا.