حديثٌ مع ملاكِ الموتِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يا مَلاكَ المَوتِ مَهْلًا ... قد قصفتَ اليومَ عُمْرَا
جِئْتَهُ فِعلًا هَلاكًا ... و انتِهاكًا كَمْ أضَرَّا
مثلَ لِصٍّ دونَ عِلمٍ ... تدخُلُ الأبوابَ سِرَّا
لا تُراعِي قلبَ أمٍّ ... أو أبٍ, تأتيهِ غَدْرَا
بِانتزِاعِ الرّوحِ نَزْعًا ... ناشِرًا خَوفًا و ذُعرَا
تَتْرُكُ الإحساسَ مُدْمًى ... نازِفًا حُزْنًا و قَهْرَا
اِمْنَحِ الإنسانَ وقتًا ... كافيًا. يحتاجُ صَبْرَا
ثمّ أَقْبِلْ في هُدُوءٍ ... دونَ أنْ تَختالَ فَخْرَا
قد جَعَلْتَ الحَيَّ مَيْتًا ... تَارِكًا للجِسمِ قَبْرَا
قَالَ لِي و الحُزْنُ بَادٍ: ... إنَّنِي نَفَّذْتُ أمْرَا.