حُرِّيّةُ الرّأيِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
لَنَا حُرِّيَّةُ التّعبِيرِ أيضًا ... لِغَيْرٍ, ذلكَ العَدْلُ السَّلِيْمُ
لِهَذَا أيُّ عُطْلٍ و اخْتِلالٍ ... بِهَذَا مُطْلَقًا لا يَسْتَقِيْمُ
إذا عَبَّرْتَ عَنْ رأيٍ, فَحَاوِلْ ... تَفَادِي فَرْضِهِ, هَذَا عَقِيْمُ
لِأنّ الآخرَ اسْتَهْدَى بِرأيٍ ... لَهُ, و الرّأيُ إحقَاقًا يَدُومُ
لَئِنْ كانَ اخْتِلَافٌ, ليسَ يَعْنِي ... خِلَافًا, إنَّهُ الأمرُ الحَكِيْمُ
خِطَابُ الرَّفْضِ و الإفقصَاءِ عَيبٌ ... و نُقصَانٌ على جَهْلٍ يَقُوْمُ
يُرِيدُونَا أداةً في يَدَيْهِمْ ... و هَذَا مُسْتَحِيْلٌ, لا يُقِيْمُوا
لِرُوحِ الحَقِّ وَزْنًا, فَانْتَفَضْنَا ... وَ لَمْ نَسْكُتْ لَهُمْ, فَلْيَسْتَقِيْمُوا
لَهُمْ حَقٌّ, ولِلبَاقِيْنَ حَقٌّ ... و هَذَا الحَقُّ مَفْهُومٌ مَرُومُ
بِهَذَا الوَضْعِ و الإنكَارُ مِنْهُمْ ... و رَفْضٌ, ليسَ مَأمُولٌ مُقِيْمُ
لَكُمْ حُرِّيَّةُ الرَّأيِ اِحْتِرَامًا ... لَنَا مِثْلٌ, لِمَاذَا لَا تُقِيْمُوا
لِرأيِ الغَيرِ وَزنًا و اعْتِبَارًا؟ ... عَلَيْكُم عَنْ ضَلَالٍ أنْ تَصُومُوا.