المقدمة التي عرضتها حضرتك شاعرنا الجليل أحمد علي سليمان لنا عليها مآخذ عدّة. أولّها أنّك كتبت العلمانية بكسر العين و هذا خطأ والأصحّ بفتحها ثانيًا هذا الهجوم غير المبرّر على العَلمانية كنهج اقتصادي يسود العالم اليوم أراك تربطه بالمجون و الفسق و ما هنالك من عبارات غير دقيقة كاللذة و المتعة و الفجور و العهر و كلّ هذه عادة درج عليها إخوتنا المسلمون و هي أن يتّهموا الغرب العلماني بالانحلال الخلقي و بالفساد فيما مجتمعاتنا العربية الإسلامية تزخر بنكاح المحارم و بزواج المتعة و الزواج العرفي و غيره من زواجات جديدة هي دعارة بموافقة الدين و بتشجيع و دعمه أمّا أن تفاخر بالأدب و الأخلاق في المجتمعات الإسلامية فهذا يدعوك لأن تغرف من تاريخ العرب و المسلمين و خاصة الخلفاء كهارون الرشيد و غيره ممن تزوجوا بنساء زدن عن المئات غير الجواري و السراري و القيان و المغنيات و هن يطربن شهوات الخلفاء, وكذلك عن الفسق و الفجور و المجون الذي ساد جميع العصور الإسلاميّة و العربيّة, و للتأكيد فإنّ المسلمين هم أكثر شعوب الأرض كلامًا و ممارسة للدعارة و الفسق و الفجور و العهر فما لديهم من كتب عن فنون النّيك و أوضاعه ما لا يوجد لدى ايّ شعب من شعوب العالم, و على سبيل المثال فإنّ الشيخ جلال الدّين السّيوطي, الذي شرح القرآن و فسّره له أكثر من كتاب عن الجنس يحمل عناوين واضحة فاضحة صريحة لا حاجة لنا بذكرها هنا, فلا ترمِ بيوت الآخرين بالحجارة و بيتك من زجاج. كان عليك أن تكون دقيقًا و هل لا تكون للمساء قيمة إذا لم تكن هناك قراءة قرآن؟ بكل أسف خضوعكم الأعمى للدّين و جعله المحرّك الأساس في حياتكم هو السبب الأول و الأخير لما أنتم عليه كشعوب من تخلف و جهل و انحدار فكري و اجتماعي و خلقي لأنّ الدين يدعوكم لأفكار التطرّف و الإقصاء و الخوف من الآخر و هذه مشكلة عويصة لهذا التفكير العقيم. حشركم للدين في كلّ صغيرة و كبيرة في حياتكم هو ما أوصلكم إلى حالة التّردّي و التقهقر و التّخلّف هذه. أمّا عن قصيدتك فسوف أعود لها لأقرأ مضمونها و لا أظنّ بأنّها هي الأخرى ستخرج عن هذا السياق لكونها من بنات أفكارك. النّهج العَلماني هو خشبة الخلاص لمجتمعاتكم المريضة و ليس هذا الموروث الفاسد العقيم الذي منه تستمدّون أفكاركم و رؤاكم المستقبلية. كان يمكن القول أكثر من هذا بكثير لكنّي سأكتفي ربّما تكون رسالة التّنوير هذا وصلت إلى آفاق ظلمة جهل و الظلمة كما هو معلوم لن تُدرك النور لكن يمكن للنّور أن يتخلّلها و يتسرّب إليها مع كل التقدير لجهدك المشكور.
وسائل الإعلام الدّاعمة لحركة حماس الإرهابية و هي ليست بقليلة، لا تكفّ عن نشر الأخبار الكاذبة، بقصد رفع معنويات حماس و مخرّبيها و طمأنة مناصري هذه الحركة الإجراميّة، إلّا أنّ هذا النّوع من الأكاذيب سرعان ما ينكشف، فمرّة يشيع أخبارًا عن وقوع قوات أمريكية من جماعة النّخبة في قبضة مقاتلي حماس و هم الآن في أنفاق حماس، أو خبر وقوع جنود إسرائيليين في يد إرهابيي حماس و هم يقبعون الآن في الأنفاق، أو خبر أنّ الطيران الحربي الإسرائيلي قام بقصف جنوده بطريق الخطأ، أو أنّ الرئيس التّونسي قيس سعيّد وضع الصّواريخ على منصّات الإطلاق لقصف إسرائيل و غيرها من الأخبار في إطار الحرب النّفسية بحدّيها، لكنْ غاب عن هؤلاء الدّجالين لو أنّ أيّ شيء مِن هذا كان صحيحًا لما رأينا حماس تقف ساكتةً و ممتعنةً عن نشر صورهم في إطار الضّغط على إسرائيل نفسيًّا و إعلاميًّا، بل لسارعت في نشر مثل هذه الصّور للعلن، ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم كوسائل إعلام؟ و هل بالكذب تتحقّق الانتصارات و التّغطية على هزيمة حماس، حيث تمّ احتلال نصف قطاع غزة لغاية اليوم؟ إنّ هذه الأساليب الهزليّة لا يمكن أن تغيّر الأوضاع على ساحات المعركة المبشّرة بنهاية حماس الإرهابيّة.
لقد صدقت إسرائيل كلَّ الصّدق عندما قالت بأنّ أنفاقًا توجد تحت أبنية المشافي في غزّة, و في كلّ مرّة كانت تنفي حماس مثل هذه الأخبار, لكن و بعد استيلاء الجيش الإسرائيلي على المستشفى الأندونيسي ظهرت الحقيقة, و رأينا ما رأيناه من غرف في النّفق و أسلحة و مواد حربيّة أخرى, و كان قبل هذا أعلن رئيس المستشفى أنّ الإشاعات كاذبة و أنّه يريد قدوم لجنة بحث و تحقيق من جهة محايدة للتأكد من خلوّ المشفى من الأنفاق أو أماكن تواجد إرهابيي حماس, و بالوقت نفسه استنكرت الجهات الأندونيسية التي أنشأت هذا المشفى مثل هذه الأخبار و قالت إنّها مجرّد اتّهامات, لكن بانت الحقيقة, و حتّى بعد أن أعلنت إسرائيل الحقيقة بالصور و الأدلّة ماتزال حركة حماس الإرهابية تنكر هذا و لا تعترف به و سنرى أنفاقًا أخرى كثيرة تحت مجمّع الشّفاء, وغيره و هذا الأمر خطير جدًّا لأنّ حماس بأفعالها هذه تعرّض المدنيين و المرضى للخطر, لأنّها تقوم بقصف إسرائيل من جوار هذه المشافي, لقد بان كذب حماس و مدير المشفى الأندونيسي و غيره من الذين يحاولون التستّر على إجرام حماس و إرهابها لشعب غزّة و المجازفة بمصيره على هذا النّحو.