المَورُوثُ العَتِيقُ
الشاعرالسوري فؤاد زاديكى
ليسَ بالأمرِ العجيبِ ... لا ولا بعضِ الغَرِيبِ
أنْ نَرَى آفاقَ فِكرٍ ... في تَرَدِّيهِ المُعِيبِ
غائِصًا في بَحرِ جَهْلٍ ... و انحِرافاتِ المُرِيبِ
لا يَرَى بُعْدًا مُضِيئًا ... في تَجَلِّيهِ الكَئِيبِ
يَقتَفِي آثارَ ماضٍ ... عاشَ بُعْدًا عَنْ مُصِيبِ
عندما تَسْعَى بِنُصْحٍ ... لا تَرَى غيرَ الغَضُوبِ
مُظْهِرًا مِنْهُ انْدِفاعًا ... قالَ مَورُوثِي نَصِيبِي
ما أنا عَنْهُ انفِصَالٌ ... دامَ في فِكرٍ حَبِيبِي
هكذا و الشّكُ بَادٍ ... فيهِ مَمْزُوجًا بِرِيبِ
كيفَ لا يَنْأى بِنَفْسٍ ... عَنْهُ يَسْعَى لِلنَّحِيبِ؟
فِكرُهُ المَلْعُوبُ فيهِ ... في خُضُوعِ المُسْتَجِيبِ
لا يُدَانِي روحَ وَعْيٍ ... مِنْ بَعِيدٍ أو قَرِيبِ
تَائِهٌ عندَ احتِلامٍ ... ليسَ بالشَّخصِ الأرِيبِ
إنْ هُوَ اسْتَهْدَى بِجَهْلٍ ... ليسَ مَسعًى بالغَرِيبِ
إنّ مَورُوثًا عَتِيقًا ... ظلَّ في حُكْمِ الرَّقِيبِ.