لا لِلحَربِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أنْ تَخافَ الحربَ فيما قد تَجُرُّ ... اِرْتِدَاداتٌ لَهَا أمْرٌ مُقَرُّ
إذْ بِهَا قَتْلٌ و تَدمِيرٌ شَدِيدٌ ... و انْتِهَاكاتٌ بِهَا حُزْنٌ و مُرُّ
مَا تَكُنْ أسبَابُهَا جُرمٌ كَبيرٌ ... فالذي فيها مَآسٍ لا مَفَرُّ
مَنْ يَرَى فيهَا حُلُولًا ضَلَّ وَعْيًا ... إنّ مَسْعَاهُ الأذَى و هْوَ المُصِرُّ
أنْ يَدُومَ القَتْلُ و التَّهجِيرُ هذا ... مَنْطِقٌ مُسْتَهْجَنٌ, يَأبَاهُ حُرُّ
عَارِضُوهَا إنّها مَشرُوعُ بُؤسٍ ... ليسَ فيهَا مِنْ أمَانٍ مُسْتَقَرُّ
إنَّهَا فَوضَى و قَهْرٌ و اغْتِصابٌ ... تُفْرِزُ الإحباطَ و الإحبَاطُ ضَرُّ
اِكْتِئابٌ مُقْلِقٌ نَفْسًا و رُوحًا ... قد يُعَانِي مِنْهَا إحسَاسٌ و فِكْرُ
إنَّهَا الحربُ, التي تَغْتَالُ سِلْمًا ... فَيضُهَا في واقِعِ الإنسانِ بَحْرُ
ضِدُّهَا القانونُ و الأخلاقُ لَكِنْ ... فَاعِلُوهَا, هَمُّهُمْ أمْرٌ و أمْرُ
ليسَ تَعْنِيْنَا أمُورٌ مَا تَكُونُ ... ضِدَّهَا نَبْقَى, فَمَا مِنْهَا مُسِرُّ.