البَحثُ عَنِ الواقِعِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
مَنْ أنا؟ مَنْ أنتَ مِنْ بينِ الوَرَى؟ ... حرفًا ذليلًا خاضِعًا في ما أرَى
كُلٌّ يَرَى في نفسِهِ أهواءَهُ ... آمالَهُ والكلُّ في وَهْمٍ جَرَى
نأتي ضِعَافًا في رُؤانَا ثُمَّ إذْ ... يَشْتَدُّ ضَعْفٌ كلّما طَيْفٌ سَرَى
إنّا نُعَاني مِنْ قُصُورٍ واضِحٍ ... بالفِكرِ و الإحساسِ نَهْوَى المُبْهِرَا
لَسنَا سِوى مَشروعِ تَعْدَادٍ فَقَطْ ... في كُلِّ سُوقٍ بَيْعُنا و المُشْتَرَى
إنْ كانَ ظَنٌّ ذاتَ يومٍ أنّنا ... نَحْظَى بِمَقدُورٍ يَجِيءُ المُثْمِرَا
فالحَقُّ كُلُّ الحقِّ هذا باطِلٌ ... الدَّهرُ مِنَّا كُلَّ حُلمٍ بَعْثَرَا
إنّ المَسَاعِي أقفَرَتْ, بُستانُها ... ما عادَ يُعْطِي مُفْرِحًا أو مُزْهِرَا
ما نَظرَتي هذي بِسَوداوِيَّةٍ ... الحالُ حاكَى صورةً لنْ تُسْتَرَا
دَومًا أُريدُ البَحثَ في ما واقِعٌ ... مِنْ دُونِ تَسوِيقٍ تَرَدَّى مُعْسِرَا.