اليومَ بينكمُ لكنّني بِغَدٍ ... أمضي يقينًا إلى ما خَطَّهُ القدَرُ
لا شيءَ يبقى على حالٍ إلى أبَدٍ ... بعدَ الرّحيلِ يكونُ الوَقْعُ والأثَرُ
قد جِئْنَا يومًا وما كانتْ مَشيئَتُنَا ... في ذا المجيءِ لِنَمْضي يَنْقَضِي عُمُرُ
حُكمٌ عَلَيْنَا بِمَفْرُوضٍ سَنَقْبَلُهُ ... دونَ اعْتِراضٍ لأنّ الحُكمَ مُعْتَبَرُ
في كُلِّ يومٍ تُعيدُ الشّمسُ دَورتَها ... شُكرًا لِربِّي لأنّ الرّوحَ تَنْتَصِرُ
أمّا الغُرُوبُ الذي في وَقعِهِ ألَمٌ ... حُزنٌ لِمَوتٍ فإنّ الغُصْنَ يَنْكَسِرُ
يومًا بيومٍ نَعيشُ العُمْرَ دافِعُنا ... دأبٌ ومَسْعًى إلى ما فيهِ مُنْتَظَرُ
نُطقُ المعاني بِصَمتِ الحرفِ مُرْتَبِطٌ ... لا يَنْبَغي الفَصْلُ قد لا يُعْزَفُ الوَتَرُ
حُكمُ الحياةِ بِما أولاهُ خالِقُها ... كلُّ العَوَالِمِ تَفْنَى إنَّهُ السَّفَرُ.