الموضوع: صبر الرجاء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-02-2018, 08:04 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي صبر الرجاء

كتاب طعام وتعزية: الثلاثاء 13 / 2 / 2018
صبر الرجاء

«تغرَّبي حَيْثمَا تتغرَّبي، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا بـجُوعٍ .. سَبْعَ سِنِينٍ» ( 2ملوك 8: 1 )

كلَّم أليشع المرأة التي أحيا ابنها، عن مجاعة كانت مُزمعة أن تحدث في الأرض لمدة سبع سنين، وقدَّم لها النصيحة أن تنطلق هي وبيتها وتتغرَّب حتى ينتهي زمن الجوع، فأطاعت وفعلت حسب كلام رجل الله، وتغرَّبت في أرض الفلسطينيين. وبالتأكيد أنها اختبرت هناك وعد الرب «إِذَا أَرْضَتِ الرَّبَّ طُرُقُ إِنْسَانٍ، جَعَلَ أَعْدَاءَهُ أَيْضًــا يُسَالِمُونَــــهُ» ( أم 16: 7 ). وظلَّت المرأة في غربتها سبع سنين في انتظار الرب. وكما كافأ الرب تعب محبتها بإعطائها الولد، وكافأ عمل إيمانها بإحياء الولد، هكذا أيضًا كافأ صبر رجائها بحفظ الولد وحفظها هي وبيتها طوال سني الجوع والتغرُّب. ولقد اختبرت عمليًا إتمام المواعيد الإلهية «فِي سِتِّ شَدَائِدَ يُنَجِّيكَ، وَفِي سَبْعٍ لاَ يَمَسُّكَ سُوءٌ. فِي الْجُوعِ يَفْدِيكَ مِنَ الْمَوْتِ» ( أي 5: 19 ، 20)، «لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ» ( مز 34: 9 ). وفي انتظارها لمدة سبع سنين نرى كمال صبر الرجاء. ومع أنه لم تصلها أخبار عن انتهاء الجوع في أرض الرب، إلا أنها قامت بعد انتهاء السنين السبع، ورجعت من أرض الفلسطينيين، وهذا هو يقين الرجاء ( رو 8: 24 ، 25).

وعندما رجعت وجدت أن حقلها وبيتها قد سُلبا، فذهبت إلى الملك تصرخ لرَّد المسلوب. ويا لروعة سلطان الله الذي يتحكَّم في الأوقات ويسيطر على القلوب! ففي التوقيت الذي دخلت فيه إلى الملك تصرخ، كان جيحزي جالسًا مع الملك يقص عليه جميع العظائم التي فعلها أليشع. وقد ضبط الله بسلطانه دخول المرأة وابنها في ذات توقيت سَرْد معجزة إحياء الولد. فأعطاها الملك خصيًا ليُرجع كل ما لها وجميع غلات الحقل من حين تركت الأرض. هذا هو إلهنا الذي لا يتغيَّر، وهو «الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ» ( دا 4: 32 ).

لقد استخدم الرب جيحزي هنا وفي هذا الوقت بالذات لرَّد البيت والحقل لهذه المرأة الشونمية، كما استخدم أليشع من قبل لتترك بيتها وحقلها وتتغرَّب حيثما تتغرَّب. لكن ما أكبر الفرق بين الحالة التي استُخدِم فيها كل منهما! فأليشع استُخدِم وهو في تمام الشـركة مع الرب، أما جيحزي فكشخص في مَعية ملك شرير. أليشع تكلَّم كمَن له فكر الرب، أما جيحزي فكان يتكلَّم كلامًا أملَتهُ عليه الظروف والأحداث، ولم يكن لديه سوى معلومات. ولكن ما أجمل أن نشاهد يد الرب تستخدم أُناسًا؛ أنبياء وعبيدًا وملوكًا، ووراء هؤلاء جميعًا تجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله ( رو 8: 28 ).

وهيب ناشد
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس