عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-12-2017, 02:16 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي الولادة العجيبة شعر/ فؤاد زاديكى


الولادة العجيبة

شعر/ فؤاد زاديكى



(مريمُ العذراءُ) في طُهرٍ عفيفٍ
لم يكنْ أو صارَ شيءٌ بالمُعيبِ

جاءَ (جبرائيلُ) يُعطيها سلامًا
حامِلًا بُشرى بمولودٍ عجيبِ

كيف لي هذا كعذراءٍ بتولٍ
عشتُ في طُهرٍ ولم أخدَعْ خطيبي؟

صارتِ الأفكارُ تغلي في صراعٍ
فانتهى أمرٌ بإعلانٍ حبيبِ

إنّهُ المولودُ مِنْ روحٍ لهذا
لا تخافي, واشمليهِ بالطيوبِ

إنّهُ الفادي الذي يأتي فداءً
والخلاصُ المُرتجى بينَ الشعوبِ.

(يوسفُ النجّارُ) أيضًا عاشَ خوفًا
واضطرابًا في متاهاتِ الغيوبِ

كي يرى النورَ الذي يطوي ظلامًا
واعيًا للأمرِ في فَهمٍ وطِيبِ

أُرسِلَ الإخبارُ في حُلْمٍ ملاكًا
مُوضِحًا ما غابَ عنْ فَهْمِ اللبيبِ

قال: خُذْها لا تَخَفْ, واعلَمْ يقينًا
إنّها العذراءُ تخلو مِنْ ذنوبِ

إنّها الأجيالُ مِنْ عصرٍ لِعَصْرٍ
في مدى تطويبِها دونَ الغروبِ.

أيُّها الفادي الذي قد جئتَ طفلًا
رافِعًا عنّا الخطايا بالصّليبِ

إنّك الشّافي لأمراضٍ نُعاني
مِن أذاها دونَ مجهودِ الطبيبِ

جئتنا البُشرى سلامًا وانفتاحًا
عيدُ ميلادٍ سيأتي عنْ قريبِ

إنّها الذكرى وقد صارتْ لرمزٍ
في حياةِ الناسِ في كلِّ القلوبِ.

عيدُكَ المُعطي سلامًا نشتهيهِ
كي يعمَّ الأمنُ في كلِّ الدروبِ

ينتفي حزنٌ وأوجاعٌ وخوفٌ
كُفِّ عنّا كلَّ أنواعِ الحروبِ

أيّها الطفلُ, المُحِبُّ الكلَّ أَبْعِدْ
عن حياةِ النّاسِ أضرارَ الخُطوبِ

واجعلِ الإنسانَ في حبٍّ عظيمٍ
هذهِ الدنيا سرابٌ للمَغيبِ

عيدُكِ الآتي بخيرٍ كلَّ عامٍ
اِفرحوا بالعيدِ واسعوا للغريبِ

باحتضانٍ فيهِ إحساسٌ مُحِبٌّ
ثمّ لا تنسوا فقيرًا في عَصيبِ

عيدُ ربِّ المجدِ يدعونا لهذا
فَلْنُقِمْ عهدًا ونسعى في مُجيبِ.

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس