قال ابن عبد ربّه الأندلسي:
وَدّعتني بِزَفْرَةٍ و اعتناقِ
ثمّ نادتْ متى يكونُ التّلاقي
*
و بَدَتْ لي فأشرقَ الصّبحُ منها
بينَ تلكَ الجيوبِ و الأطواقِ
*
يا سقيمَ الجفونِ من غير سقمٍ
بين عينيكَ مصرعُ العشّاقِ
*
إنّ يومَ الفراقِ أفظعُ يومٍ
ليتني متُّ قبلَ يومِ الفراقِ
*
و قد شعرتُ بنشوةِ ما بهذا الحرف بمدلولاته و انعطافاته و عذوبة كلماته فلم أتمكن من الوقوف صامِتًا من دون التفاعل الوجداني مع مشاعر الشاعر فقمت بمحاكاة شعرية له و أنا أردّ عليهِ بالقول:
أينَ لي منْ زفرةٍ عندَ العناقِ
في لقاءِ العشقِ مِنْ حضنِ التّلاقي
*
إنْ بَدَتْ صُبحًا, فمنها الصّبحُ آتٍ
بانعتاقِ النّورِ في أبهى رواقِ
*
إنّ سُقمَ القلبِ أشقى مِنْ جفونٍ
عندما الإحساسُ يحلو في مَذاقِ
*
أيُّها اليومُ الذي يأتي فراقًا
لستَ مِنْ عمري, و لا مهوى اشتياقي
*
صُنْ حبيبَ القلبِ مِنْ مَرمى شرورٍ
و اجمعِ الأيّامَ مِنْ غيرِ الفراقِ.